مدرسة سعد بن معاذ الابتدائية بالخرج
اهلا وسهلا بالزوار والأعضاء الكرام
مدرسة سعد بن معاذ الابتدائية بالخرج
اهلا وسهلا بالزوار والأعضاء الكرام
مدرسة سعد بن معاذ الابتدائية بالخرج
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدرسة سعد بن معاذ الابتدائية بالخرج

منتدى تعليمي تربوي تحت إدارة مركز مصادر التعلم
 
الرئيسيةالتسجيلدخولأحدث الصور
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» برنامج حلو يطلع لك باسوررد الشبكات
شرح الأربعين النوويه Emptyالإثنين يونيو 25, 2012 12:21 am من طرف hazah333

» الة حاسبه بسيطه اختراع طلاب ثانوية الخرج
شرح الأربعين النوويه Emptyالأحد أبريل 29, 2012 1:26 am من طرف hazah333

» تعليق الدراسة
شرح الأربعين النوويه Emptyالسبت مارس 26, 2011 7:36 pm من طرف Admin

» شكر لمدير المدرسة
شرح الأربعين النوويه Emptyالسبت يناير 01, 2011 5:09 pm من طرف Admin

» المعلمون الذين شملتهم الحركة 1431
شرح الأربعين النوويه Emptyالأربعاء أكتوبر 06, 2010 6:29 pm من طرف محمد البكيري

» نكات العالم والوسوسة
شرح الأربعين النوويه Emptyالخميس سبتمبر 30, 2010 8:22 pm من طرف Admin

» تهنأة بالعيد
شرح الأربعين النوويه Emptyالخميس سبتمبر 30, 2010 9:36 am من طرف Admin

» شعر جاهلي
شرح الأربعين النوويه Emptyالخميس سبتمبر 30, 2010 9:28 am من طرف Admin

» موضوع جميل
شرح الأربعين النوويه Emptyالأربعاء سبتمبر 29, 2010 1:59 am من طرف محمد البكيري

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث

 

 شرح الأربعين النوويه

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالسبت يونيو 19, 2010 4:31 pm

بسم الله الرحمن الرحيــم


شــــــــــرح

الأربعيـــن الــنـــوويــــة
للإمام النووي رحمه الله

من الحديث : 1 – 42
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالسبت يونيو 19, 2010 4:34 pm

الحديث الأول

1- عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب  قال : سمعت رسول الله  يقول : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . رواه البخاري ومسلم
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
إنما : أداة حصر يؤتى بها للحصر . بالنيات : جمع نية : وهي عزم القلب على فعل الشيء .
هجرته : الهجرة الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام . دنيا : حقيقتها ما على الأرض من الهواء والجو مما قبل قيام الساعة .
الفوائــد :
1- هذا الحديث من الأحاديث الهامة التي عليها مدار الإسلام .
قال أبو عبد الله : ” ليس في أخبار النبي  أجمع وأغنى فائدة من هذا الحديث “ .
وقال الشافعي : ” يدخل في سبعين باباً من أبواب العلم “ .
ولأهميته ابتدأ به الإمام البخاري صحيحه .
وبدأ به الإمام النووي في كتبه :
الأذكـــــــــــــــــــــار __ ورياض الصالحين ___ والأربعين نوويــة .
2- اختلف العلماء في معنى : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ) . هل هما جملتان بمعنى واحد أو مختلفتان ؟
والراجــــــــح أن الأولى غير الثانية :
الأولى ( إنما الأعمال بالنيات ) سبب ، بيّن النبي  فيها أن كل عمل لا بد فيه من نية ، كل عمل يعمله الإنسان وهو عاقل مختار لا بد فيه من نية ، ولا يمكن لأي عاقل مختار أن يعمل عملاً بغير نية .
الثانية ( وإنما لكل امرىء ما نوى ) نتيجـة هذا العمل :
إذا نويت هذا العمل لله والدار الآخرة حصل لك ذلك ، وإذا نويت الدنيا فليس لك إلا ما نويت .
3- وجوب إخلاص النيـة لله ، لأنه ليس له من عمله إلا ما كان خالصاً لله .
وقد جاءت نصوص تبين أن العمل لا يقبل إلا ما كان لله .
قال تعالى : ﴿ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الديــن حنفاء .. ﴾ .
قال  : ( إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً ) رواه النسائي .
وقال  : ( بشـــر هذه الأمة بالتمكين والرفعــــة ، من عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب ) . رواه أحمد
والإخلاص : تصفية العمل عن ملاحظــة المخلوقين .



من أقوال السلف في الإخلاص
قال بعض السلف : ” المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته “ .
قال سهل بن عبد الله : ” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “ .
وقال يوسف بن الحسين : ” أعز شيء في الدنيا الإخلاص وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون آخر “ .
وقال الربيع بن خثيم : كل ما لا يراد به وجه الله يضمحــل .
وقال أبو سليمان الداراني : إذا أخلص العبد ، انقطعــت عنه كثرة الوساوس والرياء .
وقال نعيم بن حماد : ضرب السياط أهون علينا من النيــة الصالحــة .
وقال يحيي بن أبي كثير : تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل .
وقال يوسف بن أسباط : تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهــاد .
وقال مكحول : ما أخلص عبد قط أربعين يوماً إلا ظهرت ينابيــع الحكمة من قلبه ولسانــه .
وقال ابن القيم : العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعــه .
نماذج من إخلاص السلف
ما رئي الربيع متطوعاً في مسجد قومه إلا مرة واحدة .
وكان منصور بن المعتمر إذا صلى الغداة أظهر النشاط لأصحابه فيحدثهم ويكثر إليهم ، ولعله إنما بات قائماً على أطرافــه ، وكل ذلك ليخفي عليهم العمل .
وكان عبد الرحمن بن أبي ليلى يصلي فإذا دخل عليه الداخل نام على فراشــه .
وحسان بن أبي سنان تقول عنه زوجته : كان يجيء فيدخل في فراشي ، ثم يخادعني كما تخادع المرأة صبيها ، فإذا علم أني نمت سل نفسه فخرج ، ثم يقوم فيصلي .
قال أبو حمزة الثمالي : كان علي بن الحسين يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل ، فيتصدق به ويقول : إن صدقة السر تطفىء غضب الرب عز وجل .
وعن محمد بن إسحاق : كان ناس من أهل المدينــة يعيشون ، لا يدرون من أين كان معاشهم ، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به في الليل .
وأقام عمرو بن قيس عشرين سنة صائماً ، ما يعلم به أهله .
قال ابن الجوزي : كان إبراهيم النخعي إذا قرأ في المصحف فدخل داخل غطاه .
وقال محمد بن واسع : إن كان الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأتـــه لا تعلم به .
وقال الشافعي : وددت أن الخلق تعلموا هذا العلم _ يقصد علمه _ على أن لا ينسب إليّ حرف منه
4- أن الإخلاص شرط لقبول العمــل ، فالعمل لا يقبل إلا بشرطين :
الأول : أن يكون خالصاً .
لحديث الباب : ( ... وإنما لكل امرىء ما نوى ... ) .
الثاني : أن يكون موافقاً للسنة .
لحديث عائشة ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) .
5- والنية محلها القلب والتلفظ بها بدعــة .
قال ابن تيمية : ” التلفظ بالنية بدعــة لم يفعله الرسول ولا أصحابــه “ .
6- قال بعض العلماء :
حديث ( إنما الأعمال بالنيات ........ ) ميزان للأعمال الباطنــة .
وحديث ( من أحدث في أمرنا ....... ) ميزان للأعمال الظاهرة .
7- ضرب النبي  مثالاً للعمل الذي يراد به وجه الله والذي يراد به غير الله ، وذلك بالهجرة :
ــ بعض الناس يهاجر ويدع بلده لله تعالى وابتغاء مرضاتــه فهذا هجرته لله ويؤجر عليها كاملاً . ويكون أدرك ما نوى .
ــ وبعض الناس يهاجر لأغراض دنيوية ، كمن هاجر من بلد الكفر إلى بلد الإسلام من أجل المال ، أو من أجل امرأة يتزوجهـا ، فهذا هاجر لكنه لم يهاجر لله ، ولهذا قال الرسول : فهجرته إلى ما هاجر إليه .
8- والهجرة : الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام .
وحكمها ينقسم إلى قسمين :
واجبة : إذا كان الشخص لا يستطيع أن يقيـــم دينــه .
مستحبة : إذا كان الشخص يستطيع أن يقيم دينــه .
وهي باقية إلى قيام الساعــة :
قال  : ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبـة ، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها ) . رواه أبو داود
9- وقعت الهجرة في الإسلام على أنــــــــــــواع :
الأولى : الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام .
كما في الهجرة من مكة إلى المدينـــة .
الثانية : الانتقال من بلد الخوف إلى بلد الأمـن .
كما في الهجرة إلى الحبشة .
الثالثة : ترك ما نهى الله عنــه .
كما في الحديث ( المهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) . رواه البخاري
10- التحذير من الدنيا وفتـنـتهـا .
قال تعالى : ﴿ يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكـم الحياة الدنيا ﴾ .
وقال  : ( إن مما أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا ) . متفق عليه
قال ابن الحنفية : من كرمت عليه نفسه هانت عليه الدنيا .
قيل لعلي : صف لنا الدنيا ؟ فقال : ما أصف من دار ؟ أولها عناء ، وآخرها فناء ، حلالها حساب ، وحرامها عقاب ، من استغنى فيها فتن ، ومن افتقــر فيها حَزن .
قال ابن القيم : الدنيا كامرأة بغي لا تثبت مع زوج ، إنما تخطب الأزواج ليستحسنــوا إليها ، فلا ترضى إلا بالدياثـة
وقال : الدنيا لا تساوي نقل أقدامك إليها ، فكيف تعدو خلفهــا .
وقال : على قدر رغبة العبد في الدنيا ورضاه بها يكون تثاقله عن طاعة الله وطلب الآخرة .
وقال بعض الزهاد : دع الدنيا لأهلها كما تركوا هم الآخرة لأهلها .
وقال الحسن البصري : من نافسك في دينك فنافسه ، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره .
قال الشاعر في وصف الدنيا :
أحلامُ نومٍ أو كظلٍ زائلٍ إن اللبيبَ بمثلها لا يخـــــدع .

وقال آخر :
الدنيا ســـــاعــــهْ فاجعلها طـــاعــهْ
والنفس طماعــهْ عوّدهــا القناعــــهْ .
11- التحذير من فتــنــة النســـــــــــــاء لقوله ( أو امرأة .. ) وخصها بالذكر لشدة الافــتــتــان بها .
كما في الحديث : ( .... فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) . رواه مسلم
12- التحذير من إرادة الدنيا بعمــل الآخــرة .
13- التحذير من السفر إلى بلاد الكفر .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالسبت يونيو 19, 2010 4:36 pm

الحديث الثاني
عن عمر  أيضاً قال : ( بينما نحن جلوس عند رسول الله  ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد . حتى جلس إلى النبي  ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام . فقال رسول الله  : ” الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً “ . قال : صدقت . فعجبنا له يسأله ويصدقه !
قال : فأخبرني عن الإيمان .
قال : ” أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره “ .
قال : صدقت .
قال : فأخبرني عن الإحسان .
قال : ” أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك “ .
قال : فأخبرني عن الساعة .
قال : ” ما المسؤول عنها بأعلم من السائل “ .
قال : فأخبرني عن أماراتها .
قال : ” أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان “ .
ثم انطلق ، فلبثت ملياً ، ثم قال : ” يا عمر أتدري من السائل ؟ “ .
قلت : الله ورسوله أعلم .
قال : ” فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم “ . رواه مسلم
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات
طلع علينا : أي ظهر علينا .
رجل : هو جبريل أتى إلى النبي  بصورة رجل لا يعرفونه .
لا يرى عليه أثر السفر : أي لا يرى عليه علامة السفر وهيئته .
لا يعرفه منّا أحد : أي معاشر الصحابة .
أخبرني عن الإسلام : أي ما هو الإسلام .
ووضع كفيه على فخذيه : أي فخذي نفسه كهيئة المنادي .
فعجبنا له يسأله ويصدقه : أي أصابنا العجب من حاله ، وهو يسأل سؤال العارف المحقق المصدق .
أخبرني عن الساعة : أي أخبرني عن وقت مجيء يوم القيامة .
أماراتها : علاماتها .
الحفاة : جمع حاف ، وهو من لا نعل له في رجليه .
العراة : جمع عار ، وهو من لا ثياب على جسده .
العالة : جمع عائل ، وهو الفقير .
رعاء الشاء : جمع راع ، وهو الحافظ ، والشاء : جمع شاة ، وهي واحدة الضأن .
أن تلد الأمة ربتها : قال النووي : ” جاء في رواية : ربها ، وفي أخرى : بعلها ، قال الأكثرون من العلمكاء : هو إخبار عن كثرة السراري وأولادهن ، فإن ولدها من سيدها بمنزلة سيدها “ .
الفوائد :
1- استحباب السؤال في العلم .
وقد قال تعالى :  فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون  .
وقد قيل : السؤال نصف العلم .
2- وجاء في بعض روايات هذا الحديث في أوله :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو , فطلبنا إليه أن نجعل له مجلساً يعرفه الغريب إذا أتاه , قال : فبنينا له دكاناً من طين كان يجلس عليه ".
استنبط منه الإمام القرطبي استحباب جلوس العالم بمكان يختص به ويكون مرتفعاً إذا احتاج لذلك لضرورة تعليم ونحوه .
3- السؤال عن العلم النافع في الدنيا والآخرة ، وترك السؤال عما لا فائدة فيه .
4- ينبغي لمن حضر مجلس علم، ورأى أن الحاضرين بحاجة إلى معرفة مسألة ما، ولم يسأل عنها أحد، أن يسأل هو عنها ـ وإن كان هو يعلمها ـ لينتفع أهل المجلس بالجواب.
فقد كان غرض جبريلَ  من أسئلته هذه أن يتعلم المسلمون ، وهذا ما بينه النبيُّ  بقوله : “ فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أتاكم يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ ” .
وفي رواية أبي هريرة عند البخاري ومسلم: “ هَذَا جِبْرِيلُ أَرَادَ أَنْ تَعَلَّمُوا إِذْ لَمْ تَسْأَلُوا ” .
5- قال النووي : ” وينبغى للسائل حسن الأدب بين يدي معلمه ، وأن يرفق في سؤاله “ .
و يشهد لهذا ما في رواية عطاء بن السائب عن يحيى بن يعمر فقال أدنو يا رسول الله قال نعم فدنا ثم قام فتعجبنا لتوقيره رسول الله ثم قال أدنو يا رسول الله قال نعم فدنا حتى وضع فخذه على فخذ رسول الله  .
وفي رواية علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن ابن عمر عند أحمد ما رأينا رجلاً أشد توقيراً لرسول الله من هذا .
6- الحديث دليل على أن الإسلام غير الإيمان .
فالإسلام هو الأعمال الظاهرة .
والإيمان هو الأعمال الباطنة .
7- استحباب الدنو من العالم والقرب منه .
8- أن حسن السؤال من أسباب تحصيل العلم .
قيل لابن عباس : ” بما بلغت العلم ؟ قال : بلسان سؤول ، وقلب عقول “ .
وقال الزهري : ” العلم خزانة مفتاحها المسألة “ .
وسئل الأصمعي : ” بما نلت ما نلت ؟ قال : بكثرة سؤالي ، وتلقفي الحكمة الشرود “ .
9- بيان نوع من أنواع الوحي ، ومن أنواع الوحي :
الرؤيا الصادقة – الإلقاء في الروع – أن يراه على صورته التي خلق عليها – أن يكلمه من وراء حجاب .
10- مشروعية الرحلة في طلب الحديث .
ورحل جابر بن عبد الله شهراً كاملاً في مسألة .
وكان سعيد بن المسيب يقول : ” إن كنت لأسهر الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد .
11- استدل بهذا الحديث جمهور العلماء على أن الإسلام غير الإيمان .
والصحيح في هذه المسألة : ما ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : حيث قال :
” إذا قرن الإسلام بالإيمان فإن الإسلام يكون الأعمال الظاهرة من نطق اللسان وعمل الجوارح ، والإيمان الأعمال الباطنــة من العقيدة وأعمال القلوب ، ويدل لهذا التفريق قوله تعالى ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ، ويدل لذلك أيضاً حديث عمر بن الخطاب .. ثم ذكر حديث الباب “ .
12- وجوب الإيمان بالملائكة .
والملائكة : عالم غيبي خلقوا من نور ، جعلهم الله طائعين له متذللين له .
وعددهم كثير :
قال تعالى :  وما يعلم جنود ربك إلا هو  .
وقال  : ( ... فإذا البيت المعمور وإذا يدخله سبعون ألف ملك لا يعودون عن آخرهم ) .
وقال  : ( أطت السماء وحق لها أن تئط ، ما فيها موضع شبر إلا ملك ساجد أو راكع ) .
أطت : صاحت
خلقوا من نور :
قال  : ( خلقت الملائكة من نور ) . رواه مسلم
ولكل ملك وظيفة :
فجبريل موكل بالوحي .
وإسرافيل موكل بنفخ الصور .
وميكائيل موكل بالقطر والنبات .
ومالك خازن النار .
ورضوان قال ابن كثير : ” وخازن الجنة ملك يقال له رضوان ، جاء مصرحاً به في بعض الأحاديث .
وهم أجساد :
قال تعالى :  جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى  .
13- وجوب الإيمان بالرسل .
والرسول : هو من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه .
والإيمان بالرسل يتضمن :
أنهم صادقون في ما قالوه من الرسالة ، ونؤمن بأسماء من علمنا اسمه منهم ، ومن لم نعرف اسمه فنؤمن به إجمالاً ، قال تعالى :  منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك  .
أولهم نوح : قال تعالى :  إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده  .
وآخرهم محمد : قال تعالى :  ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين  .
من كفر برسول كفر بجميع الرسل : قال تعالى :  كذبت قوم نوح المرسلين  مع أن قومه لم يأتهم إلا نبي واحد .
فإن قيل : كيف الجمع بين كون محمد  خاتم النبيين وبين نزول عيسى في آخر الزمان ؟
الجواب : أن عيسى لا ينزل على أنه رسول ، ولا يأتي بشرع جديد ، ولكنه يجدد شرع النبي  .
14- وجوب الإيمان بالكتب ، وما من رسول إلا أنزل الله معه كتاباً .
قال تعالى :  لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان  .
والكتب التي علمنا اسمها ، منها : القرآن ، والتوراة ، والإنجيل ، والزبور .
15- وجوب الإيمان باليوم الآخر ، وسمي بذلك لأنه لا يوم بعده .
ويشمل كل ما يكون بعد موت الإنسان من البعث والنشور وتطاير الصحف والقبر والجنة والنار .
16- وجوب مراقبة الله تعالى .
قال تعالى { واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه }.
وقال جل ثناؤه : { إن الله كان عليكم رقيبا }.
وقال تقدست أسماؤه  وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْءَانٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ  .
17- أن النبي  لا يعلم الغيب .
18- وفيه إجابة السائل بأكثر مما سأل .
فإن النبي  لما أجاب السائل عن الساعة ؟ بجواب جامع " ما المسؤول عنها بأعلم من السائل " لم يكتف بذلك وإنما زاده أن بين له بعض أماراتها ، فقال " وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا إِذَا وَلَدَتْ الأَمَةُ رَبَّتهَا ، وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الإِبِلِ الْبُهْمُ فِي الْبُنْيَانِ ، فِي خَمْسٍ لا يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ "، ثُمَّ تَلا النَّبِيُّ  : إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ  الآيَةَ .
19- أنه لا يدري أحد متى الساعة ، وقد استأثر الله بعلمها ، فلم يطلع على ذلك ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً.
قال تعالى :  يسألونك عن الساعة قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله  .
وقال تعالى :  يسألونك عن الساعة أيان مرساها . فيم أنت من ذكراها . إلى ربك منتهاها  .
قال ابن كثير : ” أي ليس علمها إليك ، ولا إلى أحد من الخلق ، بل مردها ومرجعها إلى الله ، فهو الذي يعلم وقتها على التعيين “ .
لكن هي قريبة :
قال تعالى :  اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون  .
وقال تعالى :  اقتربت الساعة وانشق القمر  .
20- أن للساعة علامات تدل على قربها ، وقد ذكر النبي  في الحديث علامتان من هذه العلامات :
الأولى : أن تلد الأمة ربتها . ( وسبق تفسيرها ) .
الثانية : أن ترى أسافل الناس يصيرون رؤساء وتكثر أموالهم ويشيدون المباني العالية مباهاة وتفاخراً على عباد الله .
قال القرطبي : ” المقصود الإخبار عن تبدل الحال ، فاستولى أهل البادية على الأمر ، وتملكوا البلاد بالقهر ، فتكثر أموالهم وتنصرف همومهم إلى تشييد البنيان والتفاخر به ، وقد شاهدنا ذلك في هذه الأزمان “ .
21- ذم تشييد المباني على وجه المباهاة والتفاخر .
قال  : ( أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لابد منه ) . رواه أبو داود
22- دلالة على فساد الزمن بين يدي الساعة ، حيث تضعف الأخلاق، ويكثر عقوق الأولاد ومخالفتهم لآبائهم فيعاملونهم معاملة السيد لعبيده .
وتنعكس الأمور وتختلط ، حتى يصبح أسافل الناس ملوك الأمة ورؤساءها، وتسند الأمور لغير أهلها، ويكثر المال في أيدي الناس، ويكثر البذخ والسَّرف، ويتباهى الناس بعلو البنيان، وكثرة المتاع والأثاث، ويُتعالى على الخلق ويملك أمرهم من كانوا في فقر وبؤس، يعيشون على إحسان الغير من البدو والرعاة وأشباههم.
23- وفيه بيان قدرة الملك على التمثل بالصورة البشرية ، وفيه أيضا جواز رؤية الملك أو سماع كلامه .
قال الحافظ ابن حجر :" وفيه أن الملك يجوز أن يتمثل لغير النبي  فيراه ويتكلم بحضرته وهو يسمع , وقد ثبت عن عمران بن حصين أنه كان يسمع كلام الملائكة ".
قال البيهقي : ” وروينا عن جماعة من الصحابة أن كل واحد رأى جبريل  في صورة دحية الكلبي “ .
24- أن العالم إذا سئل عن شيء ولم يعلمه أن يقول : الله أعلم ، وهذا دليل على الورع والدين .
وقد سئل  أي البقاع أفضل ؟ فقال : ( لا أدري حتى أسأل جبريل ... ) . رواه ابن حبان
وقال ابن مسعود : ” أيها الناس ، من علم منكم شيئاً فليقل ، ومن لم يعلم فليقل لما لا يعلم : الله أعلم “.
وقال ابن عجلان : ” إذا أخطأ العالم لا أدري أصيبت مقاتلة “ .
24- قوله  " أتاكم يعلمكم دينكم " فيه أن الإيمان والإسلام والإحسان تسمى كلها ديناً .
25- استحباب حضور مجالس العلم على أحسن هيئة وأكملها ، فقد جاء وصف السائل بكونه " شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر "، ووصفه في رواية البيهقي " أحسن الناس وجها وأطيب الناس ريحاً ، كأن ثيابه لم يمسّها دنس "؛ وهذا دليل النظافة وحسن الهيئة
26- فيه أن ليس للإمام أو نوابه ، ولا للعالم أن يحتجبوا دون حاجات الناس ومصالحهم ؛ لقوله : ( كان النبي  بارزاً يوماً للناس ) .
27- دليل صدق النبي  في قوله " أوتيت جوامع الكلم " فإن هذا الحديث على وجازته اشتمل على فوائد كثيرة ، وعوائد وفيرة ، حتى اعتبر أصلاً لعلوم الشريعة .
قال القرطبي : ” هذا الحديث يصلح أن يقال له أم السنة , لما تضمنه من جمل علم السنة “
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالسبت يونيو 19, 2010 4:36 pm

الحديث الثالث
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعت رسول الله  يقول : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان ) .
-----------------------------------------------------
معاني الكلمات :
بني : أقيم . خمس : أي دعائم . الإسلام : المراد هنا الدين . إقامة الصلاة : الإتيان بها والمداومة عليها .
الفوائد :
1- أن الإسلام بني على هذه الأركان الخمس ، فمن أنكر واحداً منها فليس بمسلم .
ومعنى الحديث : أن الإسلام بني على هذه الخمس ، خمس كالأركان والدعائم لبنيانه ، والمقصود تمثيل الإسلام ببنيانه ، ودعائمه هذه الخمس ، فلا يثبت البنيان بدونها .
2- المقصود بالإسلام هنا الإسلام الخاص الذي بعث به محمد  .
لأن الإسلام في الكتاب والسنة له إطلاقان :
الإطلاق الأول : الإسلام العام .
كما قال تعالى :  وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً  .
وقال تعالى :  ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً  .
وقال سبحانه :  هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا  .
فالمقصود بالإسلام هنا الإسلام العام الذي يفسر بأنه : الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله .
الإطلاق الثاني : الإسلام الخاص .
وهو الذي بعث به محمد  ، وهو الذي إذا أطلق لم يقصد إلا هــو على وجه الخصوص .
فالمقصود بقوله ( بني الإسلام .. ) يعني الإسلام الخاص الذي جاء به نبينا محمد  .
3- أن أركان الإسلام ترتيبها بالأهمية على حسب ترتيب النبي  لها في هذا الحديث .
4- أن الشهادتين أهم أركان الإسلام .
5- معنى شهادة أن لا إله إلا الله : أي لا معبود بحق إلا الله .
ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله : طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وألا يعبد الله إلا بما شرع .
6- أن الإنسان لا يدخل بالإسلام إلا بالشهادتين .
ولذلك قال  لمعاذ لما بعثه إلى اليمن ( ... فليكن أول ما تدعوهــم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول اللـــه فإن هم أطاعوك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة .. ) .
وهذه الشهادة لا تنفــع قائلها إلا بسبعة شروط :
قال الشـــيخ عبد الرحمن بن حسن : لا بد في شـهادة أن لا إله إلا الله من سـبعة شـروط ، لا تنفع قائلها إلا باجتماعها ، وهي :
- العلم المنافي للجهل ، والدليل قوله تعالى : ﴿ إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ﴾ أي : بـ لا إله إلا الله ـ وهم يعلمون بقلوبهم .
وقال النبي  : ( من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة ) . رواه مسلم عن عثمان
- اليقين المنافي للشـك ، قال تعالى : ﴿ إنما المؤمنـون الذين آمنـوا بالله ورسـوله ثم لم يرتابوا ﴾ .
وقال  : ( أشـــهد أن لا إله إلا الله ، وأني رســــول الله ، لا يلقى الله بهما عبد غير شـــاك فيهما إلا دخل الجنة ) . رواه مسلم
وقال  لأبي هريـرة : ( من لقيت وراء هذا الحـائط يشـهد أن لا إله إلا الله مسـتيقناً بها قلبه بشـره بالجنة ) . رواه مسلم
- الانقياد لها المنافي للترك ، قال تعالى : ﴿ ومن يسـلم وجهه إلى الله وهو محسـن فقد استمسك بالعروة الوثقى ﴾ .
- القبول المنافي للرد ، قال تعالى : ﴿ احشروا الذين كفروا وأزواجهم وما كانوا يعبدون ـ إلى قوله ـ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ﴾ .
- الإخلاص المنافي للشرك ، قال تعالى : ﴿ ألا له الدين الخالص ﴾ .
وقال النبي  : ( إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) . رواه البخاري ومسلم
وقال  : ( أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه ) . رواه البخاري
- الصدق المنافي للكذب ، قال تعالى : ﴿ ألم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ، ولقد فتنّا الذين من قبلهم فليعلمنّ الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ﴾ .
وقال النبي  : ( ما من أحـد يشـهد أن لا إله إلا الله وأن محمـداً رسـول الله من قلبـه إلا حـرمه الله على النار ) . رواه البخاري
- .المحبة لها ولأهلها ، والمعاداة لأجلها ، قال تعالى : ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ﴾ .
وقال تعالى : ﴿ لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ﴾ .
7- أن الصلاة أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ولذلك قال  لمعاذ كما في الحديث السابق ( .. فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة ) .
- وهي عمــود الدين كما قال  : ( رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة ) .
- وقد اتفق الصحابة على كفر تاركها .
قال  : ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) . رواه مسلم
وقال  : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) . رواه الترمذي
8- وجوب إيتاء الزكاة لمستحقها ، وأن ذلك من أركان الإسلام . والزكاة قرينة الصلاة في كثير من المواضع :
قال تعالى :  وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة  .
وقال تعالى :  وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة 
وقال النبي  لمعاذ : ( ... فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات ... فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ ... ) .
9- وجوب صوم رمضان وأنه ركن من أركان الإسلام .
كما قال تعالى :  يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم  .
10- وجوب حج بيت الله الحرام لمن كان مستطيعاً .
كما قال تعالى :  ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً  .
11- سؤال : لماذا لم يذكر الجهاد مع أن الجهاد من أفضل الأعمال ؟
الجواب :
لأنه فرض كفايــة ولا يتعين إلا في بعض الأحــوال .
فائدة :
فرضت الزكاة وأنصبتها في السنة الثانية للهجرة .
فائدة :
فرض صوم رمضان في السنة الثانية للهجرة .
فائدة :
سمي شهر رمضان بذلك :
قيل : لأن الذنوب ترمض فيه ، أي تحترق ، وقيل : لأن فرضه كان في يوم حار
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالسبت يونيو 19, 2010 4:37 pm

الحديث الرابع
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود  قال : حدثنا رسول الله  - وهو الصادق المصدوق : ” إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك ، فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد ، فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها “ . رواه البخاري ومسلم

---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
الصادق : في جميع أقواله .
المصدوق : فيما أوحي إليه .
يجمع : يضم .
خلقه : أي تكوينه .
نطفة : أصل النطفة الماء الصافي ، والمراد هنا : منياً .
ثم يكون علقة مثل ذلك : هذا الطور الثاني الذي يمر به الجنين ، والعلقة هي الدم الجامد الغليظ .
مضغة : هذا الطور الثالث الذي يمر به الجنين ، والمضغة هي مضغة من لحم ، وسميت بذلك لأنها قدر ما يمضغ الماضغ.
الفوائد :
1- في هذا ذكر النبي  أطوار الجنين في بطن أمه ، وأنه يتقلب في بطن أمه مائة وعشرون يوماً في ثلاثة أطوار ، فيكون في الأربعين الأولى نطفة ، ثم في الأربعين الثانية علقة ، ثم في الأربعين الثالثة مضغة .
قال تعالى في كتابه :  يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة  .
2- أن نفخ الروح يكون بعد تمام أربعة أشهر ، لقوله : ” ثم يرسل إليه الملك ... “ .
وينبني على هذا :
أ‌- أنه إذا سقط بعد نفخ الروح فيه فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين .
ب‌- أنه يحرم إسقاطه .
3- أن من الملائكة من هو موكل بالنفخ في الأجنة . والملائكة كثيرون ، وكل له عمل خاص به :
جبريل : موكل بالوحي .
وإسرافيل : موكل بالنفخ .
وميكائيل : موكل بالمطر .
ومالك : خازن الجنة .
وهناك ملائكة سياحة لمجالس الذكر ، وملائكة لسؤال الميت في قبره .
4- أن الملائكة عبيد يؤمرون وينهون ، لقوله : ” فيؤمر بأربع كلمات ... “ .
والملائكة عملهم عبادة الله وطاعته :
قال تعالى :  يسبحون الليل والنهار لا يفترون  .
وقال تعالى :  ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون  .
وقال تعالى :  لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون  .
5- وجوب الإيمان بالقضاء والقدر ، لقوله تعالى : ” ويؤمر بكتب أربع كلمات : بكتب رزقه ... “ .
فكل شيء مكتوب ومفروغ منه .
والإيمان بالقضاء والقدر يتضمن أربع مراتب :
أولاً : العلم : أن تعلم أن الله يعلم كل شيء .
قال تعالى :  إن الله كان عليماً حكيماً  .
ثانياً : الكتابة : أن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء .
قال تعالى :  إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير  .
وقال  : ” إن الله قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة “ . رواه مسلم
ثالثاً : الإرادة : فلا يكون شيء في السموات والأرض إلا بإرادته .
قال تعالى :  إنا كل شيء خلقناه بقدر  .
رابعاً : الخلق : أن كل شيء في السموات والأرض مخلوق لله .
قال تعالى :  وخلق كل شيء فقدره تقديراً  .
6- قوله ( ويؤمر بكتب أربع كلمات ... ) هذه الكتابة تسمى التقدير العمري .
وأقســام التقدير أربــع :
الأول : التقدير العام لجميع الأشياء في اللوح المحفوظ .
قال تعالى :  ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير  .
وقال تعالى :  إنا كل شيء خلقناه بقـــدر  .
وقال  : ( إن الله كتب مقادير السموات والأرض قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ) .
الثاني : التقدير العمري .
كما في حديث الباب .
( وهذا التقدير يختلف عن التقدير الذي في اللوح المحفوظ بأن التقدير العمري يقبل التغيير والمحــو ، وأما الذي في اللوح المحفـــوظ فإنه لا يقبل التغيير ، بمعنى أن ما كتبه الله في اللوح المحفوظ لا يقبل المحو ولا التغيير ) .
قال تعالى :  يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب  .
قال الشيخ السعدي : ”  يمحو الله ما يشاء ويثبت  يمحو الله ما يشاء من الأقدار ويثبت ما يشاء منها ، وهذا المحو والتغيير في غير ما سبق به علمــه ، وكتبه قلمه ، فإن هذا لا يقع فيه تبديل ولا تغيير ، لأن ذلك محال على الله أن يقع في علمــه نقص أو خلل ، ولهذا قال وعنده أم الكتاب  أي اللوح المحفوظ الذي ترجع إليه سائر الأشيــاء ، فهو أصلها ، وهي فروع وشعب ، فالتغيير والتبديل يقع في الفروع والشعب “ .
ولهذا كان عمر يقول : اللهم إن كنت كتبتني شقياً فامحني واكتبني سعيداً .
وهذا يعني به الكتابة في صحف الملائكة لا الذي في اللوح المحفوظ .
الثالث : التقدير السنوي وذلك يكون في ليلة القدر .
كما قال تعالى :  فيها يفرق كل أمر حكيم  .
الرابع : التقدير اليومي .
ويدل عليه قوله تعالى :  كل يوم هو في شـــــأن  .
7- الحث على العلم الصالح والإكثار منه ، لأن الإنسان لا يدري متى يأتيه الموت .
قال تعالى :  وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض  .
وقال تعالى :  سابقوا إلى مغفرة من ربكم  .
8- التوكل على الله ، وعدم الخوف من الفقر ، لأن الرزق مكتوب .
9- أن الناس ينقسمون إلى قسمين لا ثالث لهما : شقي ، أو سعيد .
قال تعالى :  فريق في الجنة وفريق في السعير  .
وقال تعالى :  فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق ...  .
وقال سبحانه :  وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ...  .
10- التحذير من سوء الخاتمة .
وقد كان السلف رحمهم الله يخافون من سوء الخاتمة .
كان مالك بن دينار ، يقوم طول ليله قابضاً على لحيته ، ويقول : يا رب ، قد علمت ساكن الجنة من ساكن النار ، ففي أي الدارين منزل مالك .
وبكى بعض الصحابة عند موته ، فسئل عن ذلك فقال : سمعت رسول الله  يقول : ( إن الله تعالى قبض خلقه قبضتين فقال : هؤلاء في الجنة ، وهؤلاء في النار ) ولا أدري في أي القبضتين كنت .
قال ابن رجب : ” إن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس ، إما من جهة عمل سيء ونحو ذلك ، فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة عند الموت “.
11- أن العبرة بالأعمال بالخواتيم .
وقد قال  : ( إنما الأعمال بالخواتيم ) .
12- في قوله  : ( إن أحدك يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ) جاء في رواية تبين معنى الحديث ، وهي : ( إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس ، وهو من أهل النار ) .
13- يجب على المسلم أن يحرص أن يطهر باطنه ، كما يحرص أن يطهر ظاهره .
14- التحذير من المعاصي والذنوب ، وخاصة الخفية .
15- الحذر من أن يغتر الإنسان بعمله الصالح .
16- قرب الجنة والنار من العبد .
وقال  : ( إن الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله ، والنار مثل ذلك ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالسبت يونيو 19, 2010 4:40 pm

الحديث الخامس
عن أم المؤمنين أم عبــد الله عائشـــة – رضي اله عنها – قالت : قال رســـول الله  : ” من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد “ . رواه البخاري ومسلم
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
من أحدث : أي ابتدع واخترع شيئاً ليس له أصل .
في أمرنا : أي ديننا وشريعتنا .
ما ليس منه : مما ينافيه ويناقضه .
فهو رد : أي مردود على صاحبه وعليه إثمه .
الفوائد :
1- هذا الحديث أصل في رد البدع المستحدثة في دين الإسلام .
قال النووي : ” هذا الحديث مما ينبغي حفظه ، واستعماله في إبطال المنكرات ، وإشاعة الاستدلال به “.
وقال الشيخ الألباني : ” هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام ، وهو من جوامع كلمه  ، فإنه صريح في رد إبطال كل البدع والمحدثات “.
2- تحريم إحداث شيء في دين الله ولو عن حسن نية .
3- أن من أحدث شيئاً في دين الله فعمله هذا مردود عليه .
وقد ذكر العلماء أن العمل والعبادة لا يقبل إلا بشرطين :
الأول : الإخلاص .
لحديث : ( إنما الأعمال بالنيات ).
الثاني : المتابعة للرسول  .
لحديث الباب .
4- خطر البدع والإحداث في الدين .
لأن البدع تستلزم أن الشريعة غير كاملة ، وأنها لم تتم والعياذ بالله ، وهذا تكذيب للقرآن .
قال تعالى :  اليوم أكملت لكم دينكم ...  فهذه الآية الكريمة تدل على تمام الشريعة وكمالها ، وكفايتها لكل ما يحتاجه الخلق .
قال ابن كثير : ” هذه أكبر نعم الله على هذه الأمة ، حيث أكمل تعالى لهم دينهم ، فلا يحتاجون إلى دين غيره “.
5- أن ديننا كامل فلا يحتاج إلى من يكمله .
قال تعالى :  اليوم أكملت لكم دينكم ...  .
وعن أبي ذر قال : ( تركنا رسول الله  ما طائر يقلب جناحيه في الهواء إلا وهو يذكر لنا فيه علماً ، قال  : ما بقي شيء يقرب إلى الجنة ويباعد من النار إلا وقد بين لكم ). رواه الطبراني
قال ابن الماجشون : ” سمعت مالكاً يقول : من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة ، فقد زعم أن محمداً خان الرسالة ، لأن الله يقول : اليوم أكملت لكم دينكم ، فما لم يكن يؤمئذ ديناً ، فلا يكون اليوم ديناً “.
6- جاءت نصوص كثيرة في التحذير من البدع وأنها ضلال .
كحديث الباب .
وقوله : ( إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ). رواه أبو داود
7- وجوب معرفته البدع للتحذير منها والتنفير .
قال الشاعر :
عرفت الشر لا للشر لكن لتــــــوقيــــه
ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه
8- أن البدع أحب إلى إبليس من المعصية .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ” إن أهل البدع شر من أهل المعاصي الشهوانية بالسنة والإجماع “ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:02 pm

الحديث السادس
عن أبي عبد الله النعمان بن بشير ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعت رسول الله  يقول ( إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا إن لكل ملك حمى ، ألا إن حمى الله محارمـــه ، ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله : ألا وهي القلب ) .
-----------------------------------------------------
معاني الكلمات :
بيّن : ظاهر . مشتبهات : جمع مشتبه ، وهي المشكل لما فيه من عدم الوضوح في الحل أو الحرمة
لا يعلمهن : لا يعلم حكمها . اتقى الشبهات : ابتعد عنها .
لدينه : أي عن النقص . الحمى : المحمي .
يرتع : أي تأكل ماشيته منه . محارمه : المعاصي .
الفوائد :
1- قسم النبي عليه الصلاة والسلام الأمور إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول : حلال واضح لا يخفى حله .
كأكل الخبز ، والمشي .
القسم الثاني : حرام واضح .
كالخمر والزنا والغيبة .
القسم الثالث : مشتبه : يعني ليست بواضحة الحل أو الحرمة .
فهذه لا يعرفها كثير من الناس ، أما العلماء فيعرفون حكمها بنص أو قياس .
فهذه الأفضل والورع تركها والابتعـــاد عنها ، لماذا ؟
لأن ذلك أسلم وابرأ لدينــه من النقص ، وعرضه من الكلام فيه .
2- أن من يقع في الشبهات يقع في الحرام لقوله  : ( من وقع في الشبهات وقع في الحرام ) .
أي من أقدم على ما هو مشتبه عنده ، لا يدري أهو حلال أو حرام ، فإنه لا يأمن أن يكون حراماً في نفس الأمر فيصادف الحرام وهو لا يدري أنه حرام .
3- شبه النبي  الذي يقع في الشبهات بالراعي يرعى بغنمــه وإبله حول الحمى ، أي حول المكان المحمي ، يوشك ويقرب أن يقع فيه ، لأن البهائم إذا رأت الأرض المحمية مخضرة مملوءة من العشب فسوف تدخل هذه القطعــة المحميــة ، كذلك المشتبهات إذا حام حولها العبد فإنه يصعب عليه أن يمنع نفسه عنها .
4- من أسباب النجاة من الوقوع في الحرام الورع والابتعــاد عن الشبهات .
قال أبو الدرداء : ” تمام التقوى أن يتقي العبد ربــه ، حتى يتقيه من مثقال ذرة “ .
وقال الحسن البصري : ” ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الوقوع بالحرام “.
وقال الثوري : ” إنما سموا متقين ، لأنهم اتقــوا ما لا يتقى “ .
5- فضل الورع .
6- الاحتياط براءة للدين والعرض .
7- حكمة الله في ذكر المشتبهات حتى يتبين من كان حريصاً على طلب العلم ومن ليس بحريص .
8- أنه لا يمكن أن يكون في الشريعة ما لا يعلمــه الناس كلهم .
9- حسن تعليم النبي  بضرب الأمثال المحسوسة ليتبين بها المعاني المعقولة .
10- يجب على الإنسان أن يهتم بقلبــه ، لأن مدار الصلاح والفساد عليه ، فإذا صلح صلح سائر الجسد وإذا فسد فسد سائر الجسد .
وسمي القلب قلباً : لتقلبـــه في الأمـــــــــــور ، أو لأنه خالص ما في البدن .
مســائل القلب :
أولاً : يجب دعاء الله بإصلاحه وتثبيته .
وقد كان  يدعو : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك .
وكان قسم النبي  : لا ، ومقلب القلوب .
ثانياً : التحذير من التساهل في أمر القلب .
قال  : ( إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ) رواه مسلم .
ثالثاً : لا ينفع يوم القيامة إلا القلب السليم .
قال تعالى :  يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم  .
القلب السليم : هو السالم من الشرك والبدعة والآفات والمكروهات ، وليس فيه إلا محبة الله وخشيته .
رابعاً : استحباب الدعاء بسلامة القلب .
كان  يقول ( اللهم إني أسألك قلباً سليماً .. ) رواه أحمد .
خامساً : أهم سبب لحياة القلب الاستجابة لله ولرسوله .
قال تعالى : يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه .
سادساً : من أسباب لين القلب ذكر الله .
قال تعالى :  ألا بذكر الله تطمئــن القلـــوب  .
سابعاً : ومن أسباب لين القلب العطف على المسكين .
فقد جاء رجل إلى النبي  يشكو قسوة قلبه ؟ فقال له الرسول  : ( إذا أحببت أن يلين قلبك فامسح راس اليتيم وأطعــم المسكيــن ) رواه أحمد .
ثامناً : ومن أسباب رقة القلب زيارة المقابر .
قال  : ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الآخرة ، وترق القلب ) رواه أحمد .
تاسعاً : التحذير من قسوة القلب .
قال تعالى :  فويل للقاسيــة قلوبهم من ذكر الله  .
عاشراً : إذا صلح القلب صلح الجسد .
كما في حديث الباب .
من أقوال السلف :
قال بعض السلف : ” خصلتنا تقسيان القلب : كثرة الكلام ، وكثرة الأكــل “.
وقال بعضهم : ” البدن إذا عري رق ، وكذلك القلب إذا قلت خطاياه أسرعت دمعتــه “ .
قال ابن القيم : ” مفسدات القلب : كثرة النوم ، والتمني ، والتعلق بغير الله ، والشبــع ، والمنــام “ .
قال بعض العلماء : ” صلاح القلب بخمسة أشياء : قراءة القرآن بتدبر ، وخلاء البطــن ، وقيام الليــل ، والتضرع بالسحــر ، ومجالســة الصالحين ، وأكــل الحــلال “ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:03 pm

الحديث السابــع
عن أبي رقية تميم بن أوس الداري  ، أن النبي  قال : “ الدين النصيحة ” .
قلنا : لمن ؟
قال : “ لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ” . رواه مسلم 55
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
النصيحة : كلمة يعبر بها عن إرادة الخير للمنصوح له .
أئمة المسلمين : حكامهم .
عامتهم : سائر المسلمين غير الحكام .
الفوائد .
1- أهمية النصيحــة في ديننا الإسلامي .
2 – فضيلة النصيحــة وأنها الدين .
وللنصيحة فضائل :
أولاً : أنها مهمة الرسل .
قال تعالى إخباراً عن نوح :  أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم  .
ثانياً : أن منزلتها عظيمة .
كما في حديث الباب .
ثالثاً : أنها من علامات كمال الإيمان .
كما قال  : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) .
رابعاً : أنها من حقوق المسلم على أخيه المسلم .
قال  : ( للمؤمن على المؤمن ست خصال : ... وينصح له إذا غاب أو شهد ) .
2- النصيحة تكون لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم .
فالنصيحة لله : تكون بالإيمان به ، ونفي الشريك عنه ، وترك الإلحاد في صفاته ، ووصفه بصفات الكمال والجلال كلها ، وتنزيهه سبحانه وتعالى عن جميع النقائص ، والقيام بطاعته ، واجتناب معاصيه .
والنصيحة لرسوله : تكون بتصديق رسالته ، والإيمان بجميع ما جاء به ، وطاعته في أمره ونهيه ، ونصرته حياً وميتاً ، ومعاداة من عاداه ، وموالاة من والاه ، وإعظام حقه وتوقيره ، وإحياء طريقته وسنته ، وبث دعوته ونشر شريعته .
والنصيحة لأئمة المسلمين : تكون بمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه ، وأمرهم به وتذكيرهم برفق ولطف ، وإعلامهم بما غفلوا عنه ، وترك الخروج عليهم ، وتألف قلوب الناس لطاعتهم ، وأن يدعى لهم بالصلاح .
والنصيحة لعامة المسلمين : تكون بإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم ، وكف الأذى عنهم ، وتعليم ما يجهلونه من دينهم ، ويعينهم عليه بالقول والفعل ، وستر عوراتهم ، وسد خلاتهم ، ودفع المضار عنهم ، وجلب المنافع لهم ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكــر برفق وإخلاص ، والشفقة عليهم ، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير ، ويكره لهم ما يكره لنفسه من المكروه .
4 – ينبغي أن تسود النصيحة بين المسلمين ، فإنها من أعظم مكملات الإيمان .
سئل ابن المبارك : أي الأعمال أفضل ؟ قال : النصح لله .
وقال الفضيل : ” المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويعير “ .
وقال أيضاً : ” ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصلاة والصيام ، وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس ، وسلامة الصدور ، والنصح للأمة “ .
قال أبو بكر المزني : ” ما فاق أبو بكر أصحاب رســول الله بصوم ولا بصلاة ، ولكن بشيء كان في قلبه . . قال ابن علية : الذي كان في قلبه الحب لله عز وجل والنصيحة في خلقه “ .
وقال أبو الدرداء : ” إن شئتم لأنصحن لكم : إن أحب عباد الله إلى الله ، الذين يحبّبون الله تعالى إلى عباده ويعملون في الأرض نصحاً “ .
وقال حكيم : ” ودّك من نصحـــك “ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ” فإن المؤمن للمؤمن كاليدين تغســل إحداهما الأخــرى “ .
5- لقد طبق الصحابة رضوان الله عليهم هذا الحديث وعملــوا به .
ذكر النووي في شرح مسلم : ” أن جريراً أمر مولاه أن يشـتري له فرساً ، فاشترى له فرساً بثلاثمائة درهم وجاء به وبصاحبه لينقده الثمن ، فقال جرير لصاحب الفرس : فرسك خير من ثلاثمائة درهم ، أتبيعه بأربعمائة درهم ؟ قال : ذلك إليك يا أبا عبد الله . فقال : فرسك خير من ذلك أتبيعه بخمسمائة درهم ؟ ثم لم يزل يزيد مائة فمائة وصاحبه يرضى وجرير يقول فرسك خير إلى أن بلغ ثمانمائة درهم فاشتراه بها . فقيل له بذلك فقال : إني بايعت رسول الله  على النصح لكل مسلم “ .
هكذا يفعل صحابة الرسول  في النصح للمسلمين في أمور دينهم ودنياهم ولنا فيهم أسوة  لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ  . (الممتحنة:6)
5- ومن أعظم النصـــح أن ينصح لمن استشـــاره في أمره .
كما قال  : ( إذا استنصح أحدكم أخاه فلينصــحه ) .
وكذلك النصح في الدين .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ” ثبت في الصحيح أن النبي  قالت له فاطمة بنت قيس : قد خطبني أبو جهم ومعاوية ، فقال لها : أما أبو جهم فرجل ضراب للنساء ، وأما معاوية فصعلوك لا مال له ، فبين النبي  حال الخاطبين للمرأة ، فإن النصــح في الدين أعظم من النصح في الدنيا ، فإذا كان النبي  نصح المرأة في دنياها فالنصيحة في الدين أعظم “ .
9 – ينبغي أن تكون النصيحة برفق وأن تكون سراً .
قال الشافعي : ” من وعظ أخاه سراً فقد نصحه وزانه ، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه “ .
قال الشاعر :
تغمدني بنصحك في انفرادي وجنّبي النصيحة َ في الجماعة
فإن النصــــــــحَ بين الناسِ نوعٌ من التوبيخِ لا أرضى اســتماعه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:04 pm

الحديث الثامن
عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله  قال Sad أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله )
-----------------------------------------------------
معاني الكلمات :
أمرت : أمرني الله . الناس : عبدة الأوثان والمشركين . حتى يشهدوا : حتى يسلموا أو يدفعوا الجزية .
يؤتوا الزكاة : يدفعوها إلى ستحقيها . عصموا : حفظوا ومنعوا . وحسابهم على الله : أي يعاملون بالظاهر وأما الباطن فإلى الله .
الفوائــد :
1- وجوب مقاتلة الكفار حتى يسلموا وينطقوا بالشهادتين .
2- أن الواجب قتال الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وحتى لا يبقى شرك .
قال تعالى :  وقاتلوهـم حتى لا تكــون فتنة ويكون الدين كله لله .
لا تكون فتنة : أي يبقى شرك ، لأن الدين لا يكون كله لله ما دام في الأرض مشرك .
ولقوله  : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا .. ) .
3- أن أول واجب على المكلف هو النطق بالشهادتين لا النظر والاستدلال .
وقد قال  لمعاذ لما بعثه إلى اليمن : ( فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ) .
4- عظم التوحيد وأنه سبب لحقن الدم .
5- فضل الجهـــاد في سبيل الله وقتال الكفـــار .
وأن الجهاد ينقســم إلى قسمين :
قسم طلب – وقسم دفاع .
6- بين  العاصم للدماء من الهدر :
أولاً : النطق بالشهادتين .
ثانياً : إقامة الصلاة .
ثالثاً : إيتاء الزكاة .
7- أن الأحكام تجري على الظاهر والله يتولى السرائر لقوله  : ( وحسابهم على الله ) فمن أظهر لنا الإسلام وقام بما يجب عليه عصم دمه وماله وعومل معاملة المسلمين .
8- قوله : ( إلا بحقها ) كأن يرتكب ما يبيح دم المسلم : كالقتل – أو الزنا للمحصن – أو الردة .
9- أهمية الصلاة وأنها تأتي بالمرتبة الثانية بعد الشهادتين .
10- أهمية الزكاة ، وأنها تأتي بالمرتبة الثالثة بعد الصلاة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:04 pm

الحديث التاسـع
عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي  قال : سمعت رسول الله  يقول : ” ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم “ . ( البخاري 7288 ، ومسلم 1337 )
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
ما نهيتكم : النهي طلب الكف على وجه الاستعلاء .
اجتنبوه : ابتعدوا عنه .
وما أمرتكم : الأمر طلب الفعل على وجه الاستعلاء .
ما استطعتم : ما قدرتم عليه .
أهلك : صار سبب الهلاك .
كثرة مسائلهم : أي كثرة أسئلتهم التي كانوا يسألونها وليس وجه شرعي .
الفوائــد :
1- وجوب الكف عما نهى عنه النبي  .
وهذا النهي ينقسم إلى قسمين :
القسم الأول : نهي تحريــــم .
كالشرك ، وقتل النفس ، والربا ، وشرب الخمر ، والغيبة ، والنميمة ، وغيرها .
فهذا يجب اجتنابــه والابتعـــاد عنه .
القسم الثاني : نهي كراهة .
وذلك أن الشارع نهى عن تصرفات ، لكن قامت الأدلة على أن هذا النهي للكراهــة وليس للتحريـــم .
فهذا الأفضل اجتنابــه وتركـــه .
2- أن ما نهى عنه الشرع يجب اجتنابه والابتعاد عنه جملة وتفصيلاً ، ولا يجوز للمكلف فعل شيء منه .
فالربا يجب اجتناب قليله وكثيره .
3- يجوز فعل المحرم للضرورة ، لأن القاعدة [ لا محرم مع الضرورة ] ، لقوله تعالى :  وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه  .
4- ومعنى الضرورة إلى المحرم : أن لا يجد سوى هذا المحرم ، وتندفع به الضرورة .
مثال : يجوز الأكل من الميتــة للمضطــر .
5- ينبغي فعل ما أمرنا به النبي  على قدر الاستطاعــة .
وما أمرنا به ينقسم إلى قسمين :
القسم الأول : واجبات ، فهذا يثاب فاعله ويعاقب تاركه .
كالصلاة ، والزكاة ، والصيام .
القسم الثاني : مستحبات ، فهذه يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها .
كالسنن الرواتب ، والسواك .
فالواجبات : يجب على المسلم أن يؤديها كما أمر ، فإن لم يستطع فعلى قدر استطاعته  لا يكلف الله نفساً إلا وسعها  .
مثال : القيام في الصلاة الفريضة ركن ، فإذا عجز عنه الإنسان فإنه يصلي جالساً .
وأما المستحبات : فالأفضل للمسلم أن يحرص عليها وأن يجتهد في الإكثار منها على حسب استطاعته .
مثال : قيام الليل : فالأفضل أن يصلي من الليل ولو شيئاً قليلاً .
6- يجب طاعة الرسول والانقياد لأمــره .
قال تعالى :  يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ....  .
7 – أن من أسباب هلاك الأمم كثرة مسائلهم .
والأسئلة التي هي سبب للهلاك :
‌أ- السؤال تعنتاً وتعمقاً .
‌ب- السؤال بما لا فائدة منه ولا حاجة له .
‌ج- السؤال على وجه الاستهزاء والسخرية والعبث .
‌د- كثرة السؤال في المسائل التي لم تقــع .
‌ه- السؤال عما أخفاه الله عن خلقه لحكمة يعلمها سبحانه ، مثل السؤال عن سر القضاء والقدر ، وعن قيام الساعة .
وأما السؤال للعلم والعمل وبما يهم الإنسان فهذا مطلوب ومحمود .
قال تعالى :  فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمــون  .
وقال  : ( نعم النساء نساء الأنصار ، لم يمنعهن الحياء من التفقه في الدين ) .
ولما سئل ابن عباس ، كيف نلت العلم ؟ قال : ” بلسان سؤول ، وقلب عقول ، وجسم غير ملول “ .
وقيل : السؤال نصف العلم .
وقال الزهري : ” العلم خزانة ، مفتاحها المسألة “ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:05 pm

الحديث العاشــــــــــــر
عن أبي هريرة  قال : قال رسول الله  : “ إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال تعالى :  يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً ، وقال تعالى :  يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم  ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء : يا رب ! يا رب ! ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب له ؟ “ . رواه مسلم 1015
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
طيب : اسم من أسماء الله ومعناه المنزه عن النقائص .
لا يقبل إلا طيباً : أي من الأعمال إلا أطيبها وأخلصها .
أغبر : غير الغبار لون شعره لطول سفره .
الفوائد :
1- إثبات اسم من أسماء الله وهو الطيب ، ومعناه المنزه عن العيوب والنقائص .
2- أن الله لا يقبل من الأعمال والأقوال والأموال إلا الطيب .
في الأعمال والأقوال :
قال تعالى :  إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعــه  .
وفي الصدقات :
قال  : ( من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب – ولا يقبل الله إلا الطيب – فإن الله يقبلها ... ) .
- كيف يكون العمل طيباً ؟
بإخلاص العمل لله ، وأكل الحلال وعدم أكل الحرام .
3- أن العمل غير الطيب لا يقبله الله .
4- وجوب اتباع الرسل .
5- الأمر بالأكل من الطيبات .
قال تعالى :  كلوا من طيبات ما رزقناكم  .
وقال تعالى :  يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكــم  .
وقال سبحانه :  كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغـــوا فيه  .
6- الحث على العمل الصالح .
والعمل الصالح أمر الله وحث عليه .
قال تعالى :  وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض ..  .
والعمل الصالح هو الذي يدخل مع الإنسان في قبره .
قال  : ( يتبع الميت ثلاثة : أهله وماله وعمله ، فيرجع اثنان ويبقى واحد ، يرجع أهله وماله ويبقى عمله ) متفق عليه .
والعمل الصالح هو الحسب الحقيقي .
قال  : ( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبــه ) رواه مسلم .
والعمل الصالح هو ما يتمناه المحتضر .
قال تعالى :  حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ..  .
ويتمناه أيضاً أهل النار .
قال تعالى :  وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل  .
7- أن شكر النعم يكون بالقول والعمل ، وليس بالقول فقط .
وقد كان  يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ، فتقول له عائشة : قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فيقول : أفلا أكون عبداً شكوراً .
8- في هذا الحديث ذكر بعض أسباب إجابة الدعاء :
طول السفر :
وقد قال  : ( ثلاث دعوات مستجابات : ... وذكر منها : دعوة المسافر ) .
الأشعث الأغبر .
وقال  : ( رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبــره ) .
رفع اليدين .
قال  : ( إن الله ليستحي من عبده إذا رفع يديه إلى السماء أن يردهما صفراً ) .
9- ذكر في الحديث مانعاً من موانع إجابة الدعاء وهو أكل الحرام .
وقد قال  : ( يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ) .
10- إثبات علو الله .
وهو ينقسم إلى قسمين :
الأول : علــــو صفــة : وهذا متفق عليه بين جميع أهل القبلة .
فصفات الله كلها عليا وحسنى .
الثاني : علو ذات . وهذا متفق عليه عند أهل السنة .
وقد دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع :
قال تعالى :  وهو العلي العظيم  .
وقال تعالى :  وهو العلي الكبير  .
وقال تعالى :  يخافون ربهم من فوقهم  .
وقال سبحانه :  وهو القاهر فوق عباده  .
وقال سبحانه:  إليه يصعد الكلم الطيب  .
وقال سبحانه :  إنا نحن نزلنا الذكر ...  .
وقال  : ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:06 pm

الحديث الحادي عشر
عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب – سبط رسول الله  وريحانته – قال : حفظت من رسول الله  : ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فإن الصدق طمأنينــة والكذب ريبــة ) . رواه الترمذي والنسائي .
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
سبط : السبط هو ولد الولد سواء ذكراً أو أنثى .
دع : اترك .
ما يريبك : أي ما تشك فيه ولا تطمئن إليه .
إلى ما لا يريبك : أي إلى الشيء الذي لا ريب فيه .
الفوائد :
1- هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الدين ، واصل في الورع الذي عليه مدار اليقين ، ومنج من ظلم الشكوك والأوهام المانعــة من نور اليقين .
2- للورع فضائل :
أولاً : أنه سبب لاستبراء العرض والدين .
كما في حديث : ( من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضــه ) .
ثانياً : أنه خير خصال الدين :
قال  : ( وخير دينكم الورع ) رواه الحاكم .
ثالثاً : من علامات العبادة .
قال  : ( كن ورعاً تكن أعبد الناس ) رواه الترمذي .
رابعاً : أنه من هدي النبي  وخلقه .
عن أنس : ( أن النبي  وجد تمرة في الطريق فقال : لولا أني أخاف أن تكون من الصدقــة لأكلتها ) متفق عليه .
خامساً : أنه سبب للنجاة .
كما في حديث الباب ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) .
من أقوال السلف في الورع :
قال الحسن : ” ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام “ .
وقال حسان بن أبي سنان : ” ما من شيء أهون من الورع ، إذا رابك شيء فدعــه “ .
وقال عمر : ” كنا نترك تسعــة أعشار الحلال مخافة أن نقع في الحرام “ .
وقال العسكري : ” لو تأمل الحذاق في هذا الحديث لتيقنوا أنه قد استوعب كل ما قيل في تجنب الشبهــات “ .
وقال شيخ الإسلام : ” الورع من قواعد الدين “ .
وقال ابن المبارك : ” ترك فلس من حرام أفضل من مائة ألف فلس أتصدق بها “ .
3- فضل اتقـــاء الشبهــــات .
4- فضل الصدق وأنه سبب للطمأنينة . فضائل الصدق :
أولاً : أنه سبب للطمأنينــة .
كما في حديث الباب : ( فإن الصدق طمأنينة ) .
ثانياً : هو المميز بين المؤمن والمنافق .
قال  : ( آية المنافق ثلاث : ... وإذا حدث كذب ... ) .
ثالثاً : لا ينفع يوم القيامة إلا الصدق :
قال تعالى :  هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم  .
رابعاً : الصدق أصل كل بر .
قال  : ( إن الصدق يهدي إلى البر ) متفق عليه .
خامساً : أن مجاهدة النفس على تحري الصدق توصلها إلى مرتبة الصديقية .
قال  : ( .. ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ) .
فائدة :
والصدق يشمل :
الصدق في الأقوال – والصدق في الأعمال – والصدق في النية [ أن تكون خالصة لله ] .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ” والصدق أساس الحسنات وجماعها ، والكذب أساس السيئات ونظامها “ .
علامات الصدق :
أولاً : أنه يورث السكينة والطمأنينــة .
ثانياً : الزهد في الدنيا والتأهب للقاء الله .
ثالثاً : سلامة القلب ، فان المؤمن الصادق لا يحمل في قلبه غشاً للمسلمين ولا شراً .
رابعاً : الزهد في ثناء الناس ومدحهم بل وكراهة ذلك .
قال ابن القيم : ” لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء إلا كما يجتمع الماء والنار “ .
خامساً : الشعور بالتقصير والانشغال بإصلاح النفس عن غيرها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:06 pm

الحديث الثاني عشر
عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله  ( من حسن إسلام المرء تركــه ما لا يعنيــه ) رواه الترمذي وابن ماجه بإسناد صحيح .
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
من حسن : أي من كمال وجمال .
إسلام المرء : أي استسلامه وانقياده .
تركه : يشمل الأقوال والأعمال .
ما لا يعنيه : أي ما لا تتعلق به عنايتــه ويهتم به .
الفوائد :
1- أن الدين الإسلامي كله محاســن .
2- أن من حسن وكمال إيمان الإنسان تركه ما لا يهمــه في دنياه وآخرتــه من أقوال أو أعمال .
قال ابن رجب رحمه الله :
” فمن عبد الله عن استحضار قربه ومشاهدته بقلبه أو على استحضار قرب الله منه واطلاعه عليه ، فقد حسن إسلامه ولزم من ذلك أن يترك كل ما لا يعنيـــه في الإسلام ، ويشتغل بما يعنيـــه فيه ، فإنه يتولد من هذين المقامين الاستحياء من الله ، وترك كل ما يستحيى منه “ .
3- ينبغي للمسلم أن يحرص على تحسين إسلامــه .
4- أن عدم ترك الإنسان لما لا يعنيــه يدل على أن إسلامه ليس بحسن .
قال الغزالي : ” علاج ترك ما لا يعني أن يعلم أن الموت بين يديــــه ، وأنه مسؤول عن كل كلمــة تكلم بها ، وأن أنفاســـه رأس ماله ، وأن لسانه شبكتــه يقدر على أن يقتنص _ أي يصطاد _ بها الحور العين ، فإهماله وتضييعه فيما لا يعنيـــه خسران مبين “ .
وقال الحسن : ” من علامــة إعراض الله عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيــــه “ .
وقال معروف الكرخي : ” كلام العبــد فيما لا يعنيـــه خذلان من الله تعالى “ .
وقال مالك بن دينار : ” إذا رأيت قساوة في قلبك ، وضعفاً في بدنك ، وحرماناً في رزقك ، فاعلــم أنك قد تكلمت فيما لا يعنيك “ .
وقيل للقمان : ” ما بلغ بك ما نرى ؟ قال : صدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وترك ما لا يعنيني “ .
وقال يونس بن عبيد : ” ترك كلمــة فيما لا يعني أفضل من صوم يوم “ .
وقال الشافعي : ” ثلاثة تزيد في العقل : مجالسة العلماء ، ومجالسة الصالحين ، وترك الكلام فيما لا يعني “ .
وقال أيضاً : ” من أراد أن ينور الله قلبه فليترك الكلام فيما لا يعنيــــه “ .
5- نماذج مما لا يعني المسلم :
- حفظ اللسان من لغو الكلام ومما لا فائدة فيه .
قال بعض العارفين : ” إذا تكلمت فاذكر سمع الله لك ، وإذا سكت فاذكر نظره إليه “ .
وقال عمر بن عبد العزيز : ” من عدّ كلامه من عمله ، قلّ كلامه إلا فيما يعنيــــه “ .
وقد نفى الله الخير عن كثير مما يتناجى به الناس بينهم ، فقال :  لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس  .
- أنواع اللهو واللعب التي تصد عن ذكر الله .
- كثير من الهوايات المضيعة للوقت والمــال .
- قراءة القصص والروايات والمقالات الرديئة التي تثير الغرائز بالطرق المحرمــة .
- التدخل في خصوصيات الآخرين وشؤونهم مما لا يصادم الشريعة الإسلامية ، وليس مجالاً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
ولما عرف السلف حدود السؤال والتدخل ، ارتقت حياتهم الاجتماعية إلى مستويات لم يعرفها العالم من قبل .
فهذا سعيد بن المسيب – رحمه الله – لما زوج ابنتــه الجميلة الفقيهة من تلميذه الفقير ، ثم سأله كيف وجدت أهلك
[ سؤال عام ] فقال : بخير على ما يحب الصديق ويكره العدو ، ولم يتدخل سعيد أكثر من ذلك .
والتدخل في شؤون الغير له أحوال :
يكون واجباً : مثل التدخل لتغيير المنكر ، ويأثم لو لم يتدخل وهو يستطيع .
يكون مستحباً : مثل التدخل لتحسين وضع أخيك في طريقة كلامه مثلاً .
ويكون مباحاً : كسؤال إنسان هل سافر أم لا .
ويكون مكروهاً : مثل سؤال رجل يتحرج في الجواب في أمر خاص به .
ويكون محرماً ، مثل التجسس على المسلم .
6- ينبغي للمسلم أن ينشغل بما يعنيه وينفعـــه .
7- اغتنام الحياة بالعمــل الصالح .
8- أن الإيمان يزيد وينقــص .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:07 pm

الحديث الثالث عشر
وعن أنس  قال : قال رسول الله  : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) .
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
لا يؤمن أحدكم : الإيمان الكامل . ما يحب لنفسه : من الخير .
الفوائد :
1- من علامات الإيمان الكامل أن يحب الإنسان لأخيه المسلم ما يحب لنفسه من الخير .
وقد جاء في الحديث عن يزيد بن أسد : قال : قال لي رسول الله  : ( أتحب الجنـة ؟ قلت : نعم ، قال : فأحب لأخيك ما تحــــب لنفسك ) رواه أحمد .
أمثلة :
- عن أبي ذر . قال : قال لي رسول الله  : ( يا أبا ذر إني أراك ضعيفاً وإني أحب لك ما أحب لنفسي ، لا تأمرن على اثنين ، ولا تولين على اثنين ) رواه مسلم .
قال ابن رجب : ” وإنما نهاه عن ذلك لما رأى من ضعفه وهو  يحب هذا لكل ضعيف “ .
قال الشافعي : ” وددت أن الناس تعلمــوا هذا العلم ولم ينسب إليّ منه شيء “ .
فقوله [ وددت ] دليل على محبتــه الخير للناس .
قال ابن عباس : ” إني لأمر على الآيــة من كتاب الله فأود أن الناس كلهــم يعلمــون منها ما أعلــم “ .
وحكي أن بعضهــم شكا كثرة الفأر في بيتــه ، فقيل له : اقتني هرة ، فقال : أخشى أن يسمــع الفأر صوت الهرة فيهرب إلى دور الجيران فأكـــون قد أحببتُ لهم ما لا أحبــه لنفسي .
وفي كلام بعضهم : ارضَ للناس ما لنفسك ترضى .
قيل للأحنف وكان أحلم الناس ، ممن تعلمت الحلم ؟ قال : من نفسي ، قيل له : وكيف ذلك ؟ قال : كنت إذا كرهت شيئاً من غيري لم أفعــل بأحد مثله .
2- وأيضاً يكره لأخيه ما يكره لنفسه من الشر .
3- أن من كره لأخيه الخير فليس بمؤمن الإيمان الكامل .
4- المؤمن مع المؤمن كالنفس الواحدة ، فيحب لها ما يحب لنفسه من حيث أنها نفس واحدة ، كقوله  :
( المسلمون كالجسد الواحد ) .
5- الحث على التواضع ومحاسن الأخلاق ، حيث بحبه لأخيه الخير كما يحب لنفسه دليل على تواضعه ، وأنه لا يحب أن يكون أفضل من غيره .
6- الحث على ترك البغضاء والغل .
7- الترغيب في محبة المسلمين بعضهم بعضاً وائتلافهم ، لأن ذلك يؤدي إلى التعاضد والتناصر .
8- الحرص على الأعمال التي تؤدي إلى زيادة الإيمان كحب الخير للمسلمين .
9- التحذير من الأعمال التي تؤدي إلى نقصان الإيمان كعدم محبة الخير للمسلمين .
10- ذم الأنانيــة والحسد والكراهيــة .
11- العمل بمضمون الحديث يؤدي إلى نشر المحبة بين أفراد المجتمــع الإسلامي ، ويؤدي أيضاً إلى تماسكــه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:08 pm

الحديث الرابع عشر
عن أبي مسعود . قال : قال رسول الله  : ( لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة ) .
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
لا يحل : أي يحرم .
الثيب : هو المحصن وهو الذي جامع وهو حر مكلف في نكاح سواء كان رجلاً أو امرأة .
النفس بالنفس : المراد به القصاص ، أي إذا قتل إنسان إنساناً عمداً قتل به بالشروط المعروفة .
التارك لدينه : المراد المرتد .
الفوائد :
1- تحريم قتل المسلم بغير حق ، وقد جاءت نصوص كثيرة في تحريم ذلك .
أولاً : لعنه الله وغضب عليه وله عذاب أليم .
قال تعالى :  ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً  .
ثانياً : القتل من الموبقات .
قال رسول الله  : ( اجتنبوا السبع الموبقات : .. وذكر منها : وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ) .
ثالثاً : أن من قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل جميع الناس .
قال تعالى :  ومن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً  .
رابعاً : هو أعظم ذنب بعد الشرك .
وقد سئل النبي  أي الذنب أعظم ؟ فقال : ( أن تجعل لله نداً وهو خلقك ، قال : ثم أي ؟ قال : أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك ) متفق عليه .
خامساً : أن قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا .
قال  : ( لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا ) رواه النسائي .
2- يقتل المسلم في إحدى هذه الأمور الثلاثة :
أولاً : الزاني المتزوج بنكاح صحيح .
وطريقة قتله : الرجم حتى الموت كما ثبت بذلك الأحاديث الكثيرة .
فقد رجم النبي  الغامدية لما زنت .
ورجم ماعز لما اعترف بالزنا .
وقال  : ( واغْد يا أنيْس إلى امرأة هذا ، فإن اعترفت فارجمهــا ) .
ثانياً : قتل العمد .
فقد أجمع المسلمون على أن من قتل مسلماً عمداً استحق القتل .
لقوله تعالى :  وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس  .
وقال تعالى :  ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب  .
ويقتل قاتل العمد سواء كان القاتل أو المقتول ذكراً أم أنثى .
يسقط القصاص إذا عفا أولياء المقتول .
يستثنى من القصاص :
أولاً : الوالد إذا قتل ولده ، فإنه لا يقتل به عند جمهور العلماء .
لقوله  : ( لا يقتل والد بولده ) رواه الترمذي .
ثانياً : المسلم إذا قتل كافراً .
لقوله  : ( لا يقتـــل مسلم بكافــر ) متفق عليه .
ثالثاً : الحر إذا قتل عبداً فإنه لا يقتل ، عند جمهور العلماء .
المرتد يقتل .
لحديث الباب .
ولقوله  : ( من بدل دينــه فاقتلــوه ) رواه البخاري .
- يستتاب فإن تاب وإلا قتـــل .
- لا فرق بين الرجل والمرأة ، فإذا ارتدت المرأة وجب قتلها .
3- يقتل المسلم في غير هذه الأمور الثلاثة :
كاللوطي على قول بعض العلماء – والساحــر – وتارك الصلاة على قول بعض العلماء .
4- تحريم هذه الأشياء الثلاثة ، وهي : الزنا – والقتل – والردة .
5- أن قتل القاتل والزاني بعد إحصانه والمرتد فيه مصالح عامة ، من حفظ النفوس والأنساب والأديان .
6- أن من أتى بالشهادتين وأتى بما تقتضيانه وابتعد عما يناقضهما فهو المسلم ، محرّم الدم والمال والعرض ، له ما للمسلمين وعليه ما عليهم .
7- لا بد في صحة إسلام المرء من النطق بالشهادتين .
8- قوله : ( الثيب الزاني ) دليل على أن البكر ليس حده الرجم ، فقد جاء النص أن حده الجلد والتغريب .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:09 pm

الحديث الخامس عشر
وعن أبي هريرة  قال : قال رسول الله  : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فيقل خيراً أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) .
----------------------------------
معاني الكلمات :
من كان يؤمن : أي إيماناً كاملاً . ليصمت : ليسكت . اليوم الآخر : أي يوم القيامة وسمي بذلك لأنه لا يوم بعده .
الفوائـــد :
1- أن الكلام الصادر من الإنسان ينقسم إلى أقسام :
الأول : أن يكون خيراً ، فإنه يقوله بعد تفكر وتأمل .
الثاني : أن يكون شراً ، فإنه لا يقوله .
الثالث : أن يكون مباحاً ، فالصمت أفضل ، لأنه قد يجر الكلام المباح إلى حرام .
2- من علامات الإيمان بالله واليوم الآخر أن يقول خيراً أو ليسكت .
3- ينبغي على العبد مراقبة لســـــانه ، فإنه كما قال  : ( ... وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم ) .
قال ابن عباس : ” رحم الله عبداً قال خيراً فغنم ، أو سكت عن شر فسلم “ .
4- الحث على إكرام الجار .
قال العلماء : الجيــــران ثلاثـــــة :
الأول : جار قريب مسلم ، فهذا له حق الجوار والقرابــة والإســلام .
الثاني : جار مسلم غير قريب ، فهذا له حق الجوار والإســـلام .
الثالث : جار كافر ، فهذا له حق الجوار ، وإن كان قريباً فله حق القرابة أيضاً .
أثار وفضائل حسن الجوار .
أولاً : الوصية بالإحسان إليه .
قال  : ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) .
ثانياً : أن حسن الجوار يطول في العمر .
قال  : ( حسن الأخلاق وحسن الجوار يزيدان في الأعمار ) . رواه أحمد
ثالثاً : الجار الصالح من السعادة .
قال  : ( أربع من السعادة : ........ وذكر منها : الجار الصالح ، .. ) . رواه ابن حبان
رابعاً : الأمر بتعاهد الجيران بالطعام .
قال  : ( يا أبا ذر ! إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك ) . رواه مسلم
آثـــار إيـــــــــذاء الجار :
أولاً : أن إيذاء الجار ليس من الإيمان .
لحديث : ( والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه ) .
ثانياً : أن عدم إيذاء الجار من الإيمان .
قال  : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ) . متفق عليه
ثالثاً : أن أذى الجار سبب في دخول النار .
عن أبي هريرة . قال ( قال رجل : يا رسول الله ! إن فلانــة تكثر من صلاتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها ؟ قال : هي في النار ) . رواه أحمد
5- الحث على إكرام الضيف .
وقد اختلف العلماء في حكم الضيافة :
القول الأول : أنها واجبة .
وبه قال الليث مطلقاً .
قال النووي : ” واحتج بحديث : ( ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم ) وبحديث عقبة بن عامر قال : قال رسول الله  : ( إن نزلتم بقوم فأمر لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا ، فإن لم تفعلوا فخذوا منهم حق الضيف ) “ . رواه البخاري
القول الثاني : واجب في حق أهل البوادي دون القرى .
قال ابن حجر : ” وخصه أحمد بأهل البوادي دون القرى “ .
قال النووي : ” وقد جاء في حديث : ( الضيافة على أهل الوبر وليست على أهل المدر ) لكنه حديث موضوع “ .
قال : ” ولأن المسافر يجد في الحضر المنازل في الفنادق ومواضع النزول “ .
القول الثالث : أنها سنة مؤكدة غير واجبة .
قال النووي : ” وهو قول عامة الفقهاء “ .
وقال ابن حجر : ” وقال الجمهور الضيافة سنة مؤكدة “ .
وأجاب الجمهور عن حديث عقبة :
1- حمله على المضطرين .
2- أن ذلك كان في أول الإسلام إذ كانت المواساة واجبة .
ورجح هذا النووي .
3- أن هذا خاص بالعمال المبعوثين لمقتضى الصدقات من جهة الإمام .
4- أن هذا خاص بأهل الذمة .
والراجـــــــــــــح أنها واجبة ، لأمر النبي  : ( فليكرم ... ) .
6- وجوب الضيافة مقيد بيوم وليلة ، لقوله  ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته ، قالوا : وما جائزته ؟ قال : يوم وليلة ) . رواه مسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:10 pm

الحديث السادس عشر
عن أبي هريرة . ( أن رجلاً قال للنبي  أوصني ، قال : لا تغضب ، فردد مراراً ، قال : لا تغضب ) رواه البخاري .
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
أوصني : أي اعهد لي بوصية جامعة .
لا تغضب : الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم فيغلي القلب .
الفوائد :
1- حرص الصحابة على السؤال والفائدة .
2- التحذير من الغضب .
3- علاج الغضب يكون بأمــــــــور :
أولاً : الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم .
عن ســــليمان بن صرد قال ( استب رجلان عند النبي  فجعل أحدهما تحمر عيناه وتنتفخ أوداجــه ، فقال رســــول الله  : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجـــد ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) متفق عليه .
ثانياً : تغيير الهيئة .
عن أبي ذر . قال : قال رسول الله  : ( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجــع ) رواه أبو داود .
ثالثاً : الوضوء .
قال  : ( إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ) رواه أبو داود .
رابعاً : السكوت .
عن ابن عباس . قال : قال  : ( علموا وبشرو ا ، وإذا غضبت فاسكت ، وإذا غضبت فاسكت ، وإذا غضبت فاسكـــت ) رواه أحمد .
خامساً : من كتم غضبه فله الجنة .
فقد جاء في رواية عند الطبراني لهذا الحديث ( ... لا تغضب ولك الجنــة ) .
سادساً : معرفة فضل من كتم غيظه .
قال تعالى :  ... والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين  .
وقال  : ( ليس الشديد بالصرعة ، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) متفق عليه .
وقال  : ( ما تجرع عبد جرعة أفضل عند الله من جرعة غيظ يكظمها ابتغاء وجه الله تبارك وتعالى ) رواه ابن ماجه
4- الغضب ينقسم إلى قسمين :
القسم الأول : مذموم ، وهو الغضب الدنيوي الذي حذرنا منه النبي  كما في حديث الباب .
القسم الثاني : وهو محمود ، ما كان لله وللحق .
قالت عائشة ( وما انتقم رسول الله  لنفسه إلا أن تنتهك حرمات الله ) متفق عليه .
5- قال الشيخ السعدي رحمه الله : ” قوله : لا تغضب يتضمن أمرين :
أحدهما : الأمر بفعل الأسباب والتمرن على حسن الخلق والحلم والصبر .
الثاني : الأمر _ بعد الغضب _ أن لا ينفذ غضبـــه ، فإن الغضب غالباً لا يتمكن الإنسان من دفعه ورده ، ولكنه يتمكن من عدم تنفيــــذه “ .
6- نماذج من كتم الغيظ وعدم الغضب :
- حكي أن جارية تصب الماء لعلي بن الحسين ، فسقط الإبريق من يدها على وجهه فشجه ، أي جرحه ، فرفع رأسه إليها ، فقالت له : إن الله يقول :  والكاظمين الغيظ  فقال لها : قد كظمت غيظي ، قالت :  والعافين عن الناس  قال لها : قد عفوت عنك ، قالت :  والله يحب المحسنين ، قال : اذهبي فأنت حرة لوجه الله .
- روي أن رجلاً قال لعمر : إنك لا تقضي بالعدل ، ولا تعطي الحق . فغضب واحمر وجهه ، قيل له : يا أمير المؤمنين ، ألم تسمع أن الله يقول :  خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين  وهذا جاهل ، فقال : صدقت ، فكأنما كان ناراً فأطفئت .
- وحكي أن الفضيل بن عياض كان إذا قيل له : إن فلاناً يقع في عرضك ، يقول : والله لأغيظن من أمره ، يعني : إبليس ، ثم يقول : اللهم إن كان صادقاً فاغفر لي ، وإن كان كاذباً فاغفر له .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:11 pm

الحديث السابع عشر .
عن أبي يعلى سداد بن أوس عن النبي  قال ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحــة ، وليحدّ أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحتــه ) رواه مسلم .
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
كتب : فرض .
الإحسان على كل شيء : أي في كل شيء تعملونه .
فإذا قتلتم : أي أردتم قتل من يجوز قتله .
فأحسنوا القتلة : أي هيئة القتل ، وإحسانها : اختيار أسهل الطرق وأخفها إيلاماً .
وإذا ذبحتم : أي أردتم ذبح ما يحل ذبحه من الحيوان .
فأحسنوا الذبحة : أي هيئة الذبح ، بأن يكون بسكين حادة ، وأن يعجل إمرارها .
وليحد : أي ليسن .
شفرته : أي السكين .
الفوائد :
1- الأمر بالإحسان في كل شيء .
كما قال تعالى :  وأحسنوا إن الله يحب المحسنين .
وقال تعالى :  إن الله يأمر بالعدل والإحسان  .
وهذا الأمر بالإحسان قد يكون واجباً : كالإحسان إلى الوالدين والأرحام .
وقد يكون مستحباً : كصدقة التطوع .
2- الإحسان هو بذل جميع المنافــع من أي نوع كان لأي مخلوق يكون ، ولكنه يتفاوت بتفاوت المحسَن إليهم ، وحقهم ومقامهــم ، وبحسب الإحسان ، وعظم موقعــه ، وعظيم نفعه ، وبحسب إيمان المحسن وإخلاصــه ، والسبب الداعي إلى ذلك .
3- ذكر النبي  مثالاً للإحسان :
أولاً : الإحسان بالقتــل :
فإذا قتلت شيئاً يباح قتله فأحسن القتلة ، فلو أن شخصاً آذاه كلب من الكلاب وأراد أن يقتله ، فهناك طرق لقتله ، لكن عليه أن يختار أسهلها وأيسرها كالصعق الكهربائي .
أيضاً من استحق القتل ، قتل بضرب عنقه بالسيف من دون تمثيل .
ثانياً : الإحسان بالذبح :
وذلك بأن نذبحهــا على الوجــه المشروع ومن ذلك :
حد الشفرة لأن ذلك أسهل للذبيحــة . فلا يجوز أن يذبحهــا بآلة كالة [ أي ليست بجيدة ] .
ولا يحد الشفرة أمام الذبيحـــة ، لأن النبي  أمر أن تحد الشفار ، وأن توارى عن البهائم .
4- وجوب إراحــة الذبيحـــة .
5- من أجل أنواع الإحسان : الإحسان إلى من أساء إليك بقول أو فعل .
قال تعالى :  ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ، ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم  .
6- فضائل الإحسان :
أولاً : أن من أحسن إلى الناس أحسن الله إليه .
قال تعالى :  هل جزاء الإحسان إلا الإحسان  .
ثانياً : لهم في الدنيا حسنة .
قال تعالى :  للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنــة  .
ثالثاً : رحمة الله قريبة من المحسنين .
قال تعالى :  إن رحمت الله قريب من المحسنين  .
رابعاً : لهم الجنة ونعيمها .
قال تعالى :  للذين أحسنوا الحسنى وزيادة  .
خامساً : تبشير المحسنين .
قال تعالى :  وبشر المحسنين  .
سادساً : أن الله معهم .
قال تعالى :  وإن الله لمــع المحسنين  .
سابعاً : إن الله يحب المحسنين .
قال تعالى : ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين  .
ثامناً : إن الله لا يضيع أجر المحسنين .
قال تعالى :  إن الله لا يضيع أجر المحسنين  .
تاسعاً : الإحسان سبب في دخول الجنة .
قال تعالى :  .. آخذين ما أتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين  .
عاشراً : الكافر إذا رأى العذاب تمنى أن لو أحسن في الدنيا .
قال تعالى :  .. أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكــون من المحسنين  .
7- الحث والرحمة والشفقــة بالحيــوان .
وقد قال  : ( والشاة إن رحمتها رحمك الله ) .
8- النهي عن المثلة بالإنسان بعد قتله .
9- حسن التعامل مع المخلوقـــات .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:12 pm

الحديث الثامن عشر
عن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل عن رسول الله  قال ( اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن ) رواه الترمذي وقال حديث حسن .
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
اتق الله : أي اجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل أوامره واجتناب نواهيه .
حيثما كنت : أي في أي مكان وأي زمان كنت فيه .
خالق الناس : أي عامل الناس .
بخلق حسن : الخلق الحسن هو فعل الفضائل وترك القبائح .
الفوائد :
1- وجوب تقوى الله عز وجل لقوله : اتق الله .
والتقوى : أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل أوامره واجتناب نواهيــه .
وقال علي : وقد سئل عن التقوى فقال : ” هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيــل ، والقناعــة بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيــل “ .
وقال بعضهم : تقوى الله تعالى ألا يراك حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك .
2- وجوب تقوى الله في السر والعلن لقوله : اتق الله حيثما كنت ، حيث يراه الناس وحيث لا يرونه .
وكان النبي  يقول في دعائه : ( أسألك خشيتك في الغيب والشهادة ) .
وخشية الله في الغيب والشهادة من المنجيات ، كما قال ( ثلاث منجيات ، وذكر منها : خشية الله في السر والعلن ) .
وقال الشافعي : ” أعز ثلاثة : الجود من قلة ، والورع في خلوة ، وكلمة الحق عند من يرجى أو يخاف “ .
وكان الإمام أحمد ينشد :
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوتُ ولكنْ قل عليّ رقيب .
ولا تحسبــنّ اللهَ يغفلُ ساعةً ولا أن ما يخفى عليه يغيـبُ .
قال ابن رجب رحمه الله :
” وفي الجملة ، فتقوى الله في السر هو علامــة كمال الإيمان ، وله تأثيــر عظيم في إلقــاء الله لصاحبـــه الثناء في قلوب المؤمنين “ .
3- فضائل وثمرات التقوى :
أولاً : أنها سبب لتيسير الأمور .
قال تعالى :  ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً .
ثانياً : أنها سبب لإكرام الله .
قال تعالى :  إن أكرمكم عند الله أتقاكــم  .
ثالثاً : العاقبة لأهل التقوى .
قال تعالى :  والعاقبة للمتقين  .

رابعاً : أنها سبب في دخول الجنة .
قال تعالى :  وأزلفت الجنة للمتقين  .
خامساً : أنها سبب لتكفير السيئات .
قال تعالى :  ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراً  .
سادساً : أنها سبب لحصول البشرى لهم .
قال تعالى :  الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا  .
سابعاً : أنها سبب للفوز والهداية .
قال تعالى :  ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائــــــزون  .
ثامناً : أنها سبب للنجاة يوم القيامة .
قال تعالى :  ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً  .
تاسعاً : أنها سبب لتفتيح البركات من السماء والأرض .
قال تعالى :  ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض  .
عاشراً : أنها سبب للخروج من المأزق .
قال تعالى :  ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقــه من حيث لا يحتســـب  .
الحادي عشر : أنها سبب لمحبة الله .
قال تعالى :  إن الله يحب المتقين  .
4- أن الحسنات يذهبن السيئـــات لقوله : وأتبع السيئة الحسنة تمحهــا .
وقد قال تعالى :  إن الحسنات يذهبن السيئات  .
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الأسباب العشر التي تندفع بها عقوبة السيئات فقال :
” والمؤمن إذا فعل سيئة فإن عقوبتها تندفع عنه بعشرة أسباب :
أن يتوب فيتوب الله عليه ، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له _ أو يستغفر فيغفر له _ أو يعمل حسنات تمحوها فإن الحسنات يذهبن السيئات _ أو يدعو له إخوانه المؤمنون ويستغفرون له حياً وميتاً _ أو يهدون له من ثواب أعمالهم ما ينفعــه الله به _ أو يشفع فيه نبيه محمد عليه الصلاة والسلام _ أو يبتليــه الله تعالى في الدنيا بمصائب تكفر عنه _ أو يبتليــه في البرزخ بالصعقــة فيكفر بها عنه _ أو يبتليــه في عرصات القيامــة من أهوالها بما يكفر عنه ، أو يرحمـــه أرحم الراحمين ، فمن أخطأته هذه العشر فلا يلومــنّ إلا نفســـه “ .
5- الحث على مخالقــة الناس بخلق حسن .
قال ابن رجب رحمه الله : ” هذا من خصال التقوى ، ولا تتـــم التقوى إلا به ، وإنما أفرد بالذكر للحاجــة إلى بيانــه ، فإن كثيراً من الناس يظن أن التقوى هي القيام بحق الله دون حقوق عباده ...... إلى أن قال : والجمع بين القيام بحقوق الله وحقوق عباده عزيز جداً ، ولا يقوى عليه إلا الكمــل من الأنبياء والصديقين “ .
6- فضائل حسن الخلق :
أولاً : أنه من أسباب دخول الجنة .
فقد سئل رسول الله  عن أكثر ما يدخل الجنة فقال : ( تقوى الله وحسن الخلق ) . رواه الترمذي
ثانياً : أنه أثقل شيء في الميزان .
قال  : ( ما من شيء أثقل في الميزان يوم القيامة من حسن الخلق ) . رواه الترمذي
ثالثاً : أن حسن الخلق من كمال الإيمان .
قال  : ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ) . رواه أحمد
رابعاً : أن النبي  حصر دعوته في حسن الخلق .
قال  : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) . رواه أحمد
خامساً : يدرك المؤمن بحسن خلقه درجة الصائم القائم .
قال  : ( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) . رواه أبو داود
سادساً : بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه .
قال  : ( أنا زعيم بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) . رواه أبو داود
زعيم : ضامن .
سابعاً : أقرب الناس إلى رسول الله  صاحب الخلق الحسن .
قال  : ( إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة ، أحاسنكم أخلاقاً ) . رواه الترمذي
ثامناً : جعله من خصال التقوى .
قال تعالى :  ... أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين  .
قال الحسن : ” حسن الخلق : الكرم ، والبذلة ، والاحتمال “ .
وقال ابن المبارك : ” هو بسط الوجــه ، وبذل المعروف ، وكف الأذى “ .
وسئل سلام بن أبي مطيع عن حسن الخلق فأنشد شعراً فقال :
تــــــــراه إذا ما جئـــتَـــــــــــــه متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله .
ولو لم يكن في كفه غيرُ روحهِ لجاد بها فليتق اللهَ ســـــــــــــائلُه .
هو البحرُ من أي النواحي أتيــتَــه فلجـتــه المعروفُ والجودُ ساحلُه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:13 pm

الحديث التاسع عشر
عن أبي العباس عبد الله بن عباس قال ( كنت خلف النبي  يوماً فقال لي : يا غلام ! إني أعلمك كلمات ، احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعــن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله تعالى لك ، وإن اجتمعــوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحــف ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
وفي رواية غير الترمذي ( احفظ الله تجده أمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وما أصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم أن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسراً ) .
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
احفظ الله : أي احفظ حدوده وحقوقه وأوامره ونواهيه . وذلك بامتثال الأوامر واجتناب النواهي .
يحفظك : حفظ الله للعبد في دنياه كحفظه في بدنه وولده وأهله وحفظه أيضاً في إيمانه ودينه .
تجده تجاهك : أي من حفظ حدود الله وجد الله معه ينصره ويحفظه ويوفقه ويسدده .
الفوائد :
1- حسن تعليم النبي  وتربيتــه .
2- تواضع النبي  .
3- جواز الإرداف على الدابة ، لكن بشرط أن تطيق ذلك .
4- الاهتمام بالناشئــة وتعليمهم أمور دينهم .
5- أن من حفظ الله وذلك بإقامة أوامره وترك نواهيــه حفظه الله في الدنيا والآخرة .
أمثلة لحفظ الله لمن حفظــه :
- كان العبد الصالح أبو الطيب الطبري رحمه الله ، قد جاوز المائة ، وهو متمتــع بعقله وقوتــه وكافة حواسه ، حتى أنه سافر ذات مرة مع رفقة له ، فلما اقتربت السفينة من الشاطىء وثب منها إلى الأرض وثبة شديدة ، عجز عنها بقيـــة الذين كانوا معه على السفينة ، فاستغرب بعضهم هذه القوة الجسدية التي منحها الله إياه مع كبر سنه وشيخوختـــه ، فقال لهم الطبري : هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر ، فحفظها الله علينا في الكبر .
- قال محمد بن المنكدر : ” إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده وقريته التي هو فيها ، والدويرات التي حولها ، فما يزالون في حفظ الله وستر “ .
- كان العبد الصالح شيبان الراعي رحمه الله ، يرعى غنماً له في البريــة ، فإذا جاءت الجمعــة خط عليها خطاً ، ثم ذهب وشهد الجمعــة والخطبة مع جماعة المسلمين ، ثم عاد إليها ، فيجدها كما هي لم تتحرك منها شيء ، ولم تجاوز الخط منها أي غنمــة ، فسبحان الحافظ المعين .
- قال عروة بن الزبير : ” بلغت أسماء بنت أبي بكر مائة سنــة لم يسقط لها سن ولم ينكــر لهــا عقل “ .
- قال ابن رجب : ” ومن عجيب حفظ الله لمن حفظه أن يجعل الحيوانات المؤذيــة بالطبع حافظة له من الأذى ، كما جرى لسفينــة مولى النبي  حيث كسر به المركب وخرج إلى جزيرة فرأى الأسد ، فجعل يمشي معه حتى دله على الطريق ، فلما أوقفه عليها جعل يهمهم كأنه يودعــه ثم رجع عنه “ .
- كان العبد الصالح إبراهيم بن أدهم نائماً ذات مرة في بستان ، فجاءتــه حية في فمها نرجس ، فما زالت تذب عنه الحيات التي تريد به سوءاً وتدافع عنه ، حتى استيقظ من نومـــه .
6- من أقوال السلف :
قال مسروق بن الأجدع : ” من راقب الله في خطرات قلبـــه ، عصمــه الله في حركات جوارحـــه “ .
وقال سعيد بن المسيب لابنه : ” لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أحفظ فيك ، ثم تلا هذه الآية : وكان أبوهما صالحاً “ .
وقال بعض السلف : ” من حفظ الله فقد حفظ نفســــه “ .
7- أن من لم يحفظ الله لم يحفظــه الله .
قال تعالى :  ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهــم أنفسهــم  .
8- ومن أعظم ما يجب حفظــه من أوامر الله :
أولاً : الصلاة .
قال تعالى :  حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى  .
ثانياً : الطهارة .
قال  : ( ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمــن ) رواه أحمد .
ثالثاً : الأيْمان .
قال تعالى :  واحفظـــوا أيمانكم  .
رابعاً : حفظ الرأس والبطن .
قال  : ( الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى ، وتحفظ البطن وما حوى ) رواه الترمذي .
خامساً : حفظ الفرج .
قال تعالى :  قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهــم  .
9- أن الجزاء من جنس العمل ، فمن حفظ الله حفظه الله ، وهذه قاعدة شرعية جاءت نصوص كثيرة تدل عليها :
قال تعالى :  إن تنصروا الله ينصركــم  .
وقال تعالى :  فاذكروني أذكركم  .
وقال تعالى :  وأوفوا بعهدي أوف بعهدكــم  .
وقال  : ( من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة ) رواه مسلم .
وقال  : ( من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة ) رواه مسلم .
وقال  : ( احفظ الله يحفظك ) .
وقال  : ( والشاة إن رحمتها رحمك الله ) رواه أحمد .
وقال  : ( إنما يرحم الله من عباده الرحماء ) متفق عليه .
وقال  : ( من وصل صفاً وصله الله ) رواه أبو داود .
وقال  : ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) رواه أبو داود .
وقال  : ( من كان له وجهان في الدنيا ، كان له لسانان من نار يوم القيامة ) رواه أبو داود .
10- أن من حفظ الله كان الله معه ، يحفظه وينصره .
قال تعالى :  إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنـــون  .
قال قتادة : ” من يتق الله يكن معــه ، ومن يكن الله معــه فمعــه الفئــة التي لا تغلــب ، والحارس الذي لا ينام ، والهادي الذي لا يضل “ .
وهذه المعية الخاصة هي المذكورة في قوله تعالى لموسى وهارون :  لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى  وقول موسى  كلا إن معي ربي سيهدين  ، وفي قول النبي  لأبي بكر وهما في الغار ( ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ ) “ .
11- أن من عرف الله حال رخائه وصحتــه وغناه عرفه الله عندما تحل به الشدة والضيق والفقر والمرض .
قال  : ( من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء ) رواه الترمذي .
ويونس عليه السلام عرف ربه حال الرخاء فعرفــه في بطن الحوت ونجاه وثبتــه ونصره .
12- أن الإنسان يجب عليه أن يسأل الله ويستعين به ولا يسأل غيره .
فلا يدعى إلا الله ، ولا يستعان إلا به كما قال تعالى :  إياك نعبد وإياك نستعين  .
قال تعالى ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ . وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴾ .
نفى سبحانه أن يكون أحد أضل ممن يدعو غيره ، وأخبر أنه لا يستجيب له ما طلب منه إلى يوم القيامة .
والاستفهام فيه إنكار أن يكون في الضلال أبلغ ضلالاً ممن عبد غير الله ودعاه ، حيث يتركون السميع المجيب القادر على تحصيل بُغيه ويدعون من دونه من لا يستجيب لهم .
وقال تعالى :  واسألوا الله من فضله  .
وقال  : ( من لا يسال الله يغضب عليه ) رواه ابن ماجه .
لكن يجوز للإنسان أن يستعين بمخلوق فيما يقدر عليه هذا المخلوق ، لقوله  : ( وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة ) متفق عليه .
1- وجوب الإيمان بالقضاء والقدر ، وان كل شيء مكتوب ومنتهي .
قال تعالى :  ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفســـكم إلا في كتاب من قبل أن نبراهــا إن ذلك على الله يسير  .
قال  : ( إن الله كتب مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ) رواه مسلم .
وعن عبادة بن الصامت عن النبي  قال : ( إن أول ما خلق الله القلم ، ثم قال : اكتب ، فكتب في تلك الساعة ما هو كائن إلى يوم القيامــة ) رواه أحمد .
ويتفرع على هذه الفائدة :
عدم جزع الإنسان واطمئنان قلبه ، لأن كل شيء مكتوب ومقدر .
2- أنه لن يصيب العبد إلا ما كتب له ، فلن يستطيع أحد أن ينفعه بشيء لم يكتب له ، ولا يستطيع أحد أن يضره بشيء لم يكتب له .
كما قال تعالى :  قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا  .
وقال تعالى :  ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأهــا  .
وقال سبحانه :  قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم  .
قال ابن رجب رحمه الله :
” واعلم أن مدار هذه الوصية على هذا الأصل ، وما ذكر قبله وبعده فهو متفرع عليه وراجــع إليه ، فإن العبد إذا علم أنه لن يصيبـــه إلا ما كتب الله له من خير وشر ونفع وضر ، وأن اجتهاد الخلق كلهم على خلاف المقدور غير مفيد البتة ، علم حينئذ أن الله وحده هو الضار النافع ، المعطي المانع ، فأوجب ذلك للعبد توحيد ربه عز وجل ، وإفراده بالطاعة وحفظ حدوده “ .
3- فضل الصبر وأنه من أسباب النصــــر ، وهذا يشمل الجهادين : جهاد العدو الظاهر ، وجهاد العدو الباطــن ، فمن صبر فيهما نصر وظفر بعدوه , ومن لم يصبر فيهما وجزع قهر وصار أسيراً لعدوه أو قتيلاً له .
قال تعالى :  قال الذين يظنون أنهم ملا قوا ربهم كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين  .
قال بعض السلف : ” كلنا يكره الموت ، وألم الجراح ، ولكن نتفاضل بالصبر “ .
وقال بعض العلماء : ” الشجاعـــة صبر ساعــة “ .
قال أبو الطيب المكي : ” اعلم أن الصبر سبب دخول الجنــة ، وسبب النجاة من النار ، لأنه جاء في الخبر [ حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات ] فيحتاج المؤمن إلى صبر على المكاره ليدخل الجنة ، وإلى صبر عن الشهوات لينجـــو من النار “ .
وقال في مقام آخر : ” واعلم أن كثرة معاصي العباد في شيئين : قلة الصبر عما يحبون ، وقلة الصبر على ما يكرهون “
وللصبر فضائل عظيمة :
أولاً : معية الله للصابرين .
قال تعالى :  إن الله مع الصابرين  .
ثايناً : محبة الله لهم .
قال تعالى :  والله يحب الصابريـــن  .
ثالثاً : إطلاق البشرى لهم .
قال تعالى :  وبشر الصابرين  .
رابعاً : إيجاب الجزاء على أحسن أعمالهم .
قال تعالى :  ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون  .
خامساً : ضمان المدد والنصرة لهم .
قال تعالى :  بلى إن تصبروا وتتقـــوا ويأتوكــم من فورهــم هذا يمددكــم ربكم بخمسة ألاف من الملائكة ... .
سادساً : استحقاقهم دخول الجنة وتسليم الملائكة عليهم .
قال تعالى :  وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً  .
وقال تعالى :  والملائكــة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار  .
سابعاً : حفظهم من كيد الأعداء .
قال تعالى :  وإن تصبروا وتتقـــوا لا يضركم كيدهم شيئاً  .
ثامناً : الحصول على درجة الإمامة في الدين .
قال ابن تيمية : ” بالصبر واليقين تنال الإمامــة في الديــن . ثم تلا هذه الآية  وجعلنا منهم أئمــة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياننا يوقنـــون  “ .
تاسعاً : أنه من أسباب النصر .
كما في حديث الباب : ( واعلم أن النصر مع الصبر ) .
4- البشارة العظيمة بأن تفريج الكربات وإزالة الشدائد مقرون بالكرب ، فكلما كرب الإنسان فرج الله عنه .
ويشهد لهذا :
قوله تعالى :  هو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطــــوا  .
وقوله تعالى :  حتى إذا استياس الرسل وظنـــوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنــا  .
وقوله تعالى :  حتى يقول الرسول والذين آمنوا معــه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب  .
قال ابن رجب رحمه الله :
”وكم قص سبحانــه من قصص تفريج كربات أنبيائــه عند تناهي الكرب ، كإنجاء نوح ومن معه في الفلك ، وإنجاء إبراهيم من النار ، وفدائه لولده الذي أمر بذبحــه ، وإنجاء موسى وقومــه من اليم ، وإغراق عدوهــم “.
5- انه إذا تعسر الأمر فلينتظر المسلم وليستبشر بقدوم اليسر .
ويشهد لهذا :
قوله تعالى :  سيجعل الله بعد عسر يسراً 
وقوله تعالى :  فإن مع العسر يسراً . إن مع العسر يسراً  .
6- تحريم اليأس والقنـــوط .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:14 pm

الحديث العشرون
عن أبي مسعود البدري . قال : قال رسول الله  : ( إن مما أدرك الناس من كلام النبــــوة الأولى إذا لم تستح : فاصنــع ما شـــئــت ) رواه البخاري .
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : أي أن هذا مأثور عن الأنبياء المتقدمين ، وأن الناس تداولوه بينهم ، وتوارثـــوه عنهم قرناً بعد قرن .
الحياء : خلق يبعث على فعل الجميل وترك القبيـــــح .
إذا لم تستح فاصنع ما شئت : قال ابن القيم في معناه قولان :
أحدهما : أنه أمر تهديد ، ومعناه الخبر : أي من لم يستح صنعَ ما شاء .
والثاني : أنه أمر إباحــة ، أي انظر إلى الفعل الذي تريد أن تفعله ، فإن كان مما لا يستحيَى منه فافعله ، والأول أصــح وهو قول الأكثريــن .

الفوائد :
1- اتفاق النبــــوات على فعـــل الخير .
2- فضل التخلــق بأخلاق الأنبيــــاء .
3- الحث على الحياء ، وأن كله خير .
فضائل الحيــــاء :
أولاً : أنه من علامات الإيمان .
قال رسول الله  : ( .. والحياء شعبة من الإيمــان ) متفق عليه .
ــ وعن ابن عمر : ( أن رسول الله  مرّ على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله  : دعه فإن الحياء من الإيمان ) . متفق عليه
ثانياً : الحياء أبهى زينة .
عن أنس  قال : قال رسول الله  : ( ما كان الفحش في شيء قط إلا شانه ، ولا كان الحياء في شيء قط إلا زانه )
رواه الترمذي
ثالثاً : الحياء من صفات الرب .
عن يعلى بن أمية قال : قال رسول الله  : ( إن الله تعالى حيي ستير يحب الحياء والستر ) . رواه أبو داود
رابعاً : الحياء خلق يحبه الله .
للحديث السابق .
خامساً : الحياء خلق الإسلام .
عن زيد بن طلحة قال : قال رسول الله  : ( إن لكل دين خلقاً ، وخلق الإسلام الحياء ) . رواه مالك
فائــدة :
هناك بعض الأمور يكون الحياء فيها مذموماً ، وهي :
أولاً : الحياء في طلب العلم .
قالت عائشة : ( نعم النساء نساء الأنصار ، لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين ) . رواه مسلم
وقال مجاهد : ” لا ينال العلم مستحي ولا مستكبر “ .
ثانياً : عدم قول الحق والجهر به .
قال تعالى : ﴿ إن الله لا يستحي من الحق ﴾ .
قال ابن حجر : ” ولا يقال رب حياء يمنع من الحق ، أو فعل الحق ، لأن ذلك ليس شرعياً “ .
قال ابن رجب رحمه الله : ” إن الحياء الممدوح في كلام النبي  إنما يريد به الخلق الذي يحث على فعل الجميل وترك القبيح ، فأما الضعف والعجـــز الذي يوجب التقصير في شيء من حقوق الله أو حقوق عباده فليس هو من الحياء فإنما هو ضعف وخور وعجـــز ومهانــة “ .
4- والحياء نوعان :
أحدهما : ما كان خلقاً وجبلة غير مكتسب ، فهذا من أجل الأخلاق التي يمنحها الله العبد ويجبله عليها .
ولهذا قال النبي  : ( الحياء لا يأتي إلا بخير ) فإنه يكف عن ارتكاب القبائح ودناءة الأخلاق ويحث على استعمال مكارم الأخلاق ومعاليها .
الثاني : ما كان مكتسباً من معرفة الله ومعرفة عظمته وقربه من عباده واطلاعه عليهم ، فهذا من أعلى خصال الإيمان ، بل هو من أعلى درجات الإحسان .
5- من أقوال السلف في الحياء :
قال الفضيل : ” خمس من علامات الشقوة : القسوة في القلب ، وجمود العين ، وقلة الحياء ، والرغبة في الدنيا ، وطول الأمـــل “ .
قال سليمان : ” إذا أراد الله بعبد هلاكاً نزع منه الحياء ، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتاً ممقتاً “ .
وقال أبو موسى : ” إني لأغتسل في البيت المظلم فما أقيم صلبي حتى آخذ ثوبي حياء من ربي “ .
6- أن من نزع منه الحيــــاء فعل ما يشاء .
قال الشاعر :
إذا قلّ ماء الوجــــه قل حياؤه فلا خير في وجـــه إذا قل ماؤه
حياءك فاحفظــه عليك فإنما يدل على وجه الكريم حياؤه
7- أن الحياء مانع من الأفعال القبيحــة .
8- الإسلام يدعو إلى الفضائل ويمنع من الرذائل .
9- من فوائد الحديث على القول الأول : أن ما لا يستحيى منه فالإنسان حل في فعله .
10- فائدة : قال ابن القيم رحمــه الله :
” وقد قُسّم الحياء على عشرة أوجـــه :
حياء الجناية : ومنه حياء آدم لما فر هارباً من الجنة .
وحياء التقصير : كحياء الملائكة الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون ، فإذا كان يوم القيامة قالوا : سبحانك ! ما عبدناك حق عبادتك .
وحياء الإجلال : وهو حياء المعرفة ، وعلى حسب معرفة العبد بربه يكون حياؤه منه .
وحياء الكرم : كحياء النبي  من القوم الذين دعاهم إلى وليمة زينب وطولوا الجلوس عنده ، فقام واستحيى أن يقول لهم : انصرفوا .
وحياء الحشمة : كحياء علي بن أبي طالب أن يسال رسول الله  عن المذي لمكان ابنته منه .
وحياء الاستحقار واستصغار النفس : كحياء العبد من ربه حين يسأله حوائجــه ، احتقاراً لشأن نفسه “
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:19 pm


الحديث الحادي والعشرون
عن سفيان بن عبد الله قال . قلت : يا رسول الله ! قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك ؟ قال : قل آمنت بالله ثم استقــم ) رواه مسلم .
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
قل لي في الإسلام قولاً : أي قولاً جامعاً لمعاني الدين .
آمنت بالله : أي الإيمان الكامل الذي يشمل اعتقاد القلب وقول اللسان وعمل الجوارح .
استقم : الاستقامة هي المداومة على فعل ما ينبغي فعله وترك ما ينبغي تركـــه .

الفوائد :
1- وجوب الإيمان بالله تعالى .
2- أن أول واجب على الإنســان هو الإيمان بالله تعالى .
3- فضل من آمــن ثم استقام على طاعة الله واستمــر على ذلك .
فضائل الاستقامـة بعد الإيمان :
أولاً : تتنزل عليهم الملائكة وتبشرهم بالجنـة وعدم الخوف .
قال تعالى :  إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقامــوا تتنزل عليهم الملائكــة ألا تخافـــوا ولا تحزنـــوا وأبشروا بالجنـــة التي كنتم توعـــدون  .
قوله [ تتنــزل عليهم الملائكـة ] :
قيل : عند الاحتضار ، وقيل : يوم خروجهم من قبورهم ، وقيل : يبشرونه عند موته وفي قبره وحين يبعث ، واختار هذا القول ابن كثير وقال : ” وهذا القول يجمـــع الأقوال كلهــا وهو حسن جداً “ .
ثانياً : الاستقامة سبب لبسط الرزق .
قال تعالى :  وألوا استقامــوا على الطريقــة لأسقيناهــم ماء غدقاً  .
قال القرطبي : ” أي لو آمن هؤلاء الكفار لوسعنا عليهم في الدنيا وبسطنا لهم في الرزق “ .
ثالثاً : أن الله أمر نبيــه بالاستقامـة .
قال تعالى :  فاستقــم كما أمــرت ...  .
كان الحسن يقول : ” اللهم أنت ربنــا فارزقـنــا الاستقامة “ .
4- لا يلزم من الاستقامة عدم الوقوع بشيء من المعاصي فقد قال تعالى ( فاستقيمـــوا إليــه واستغفروه ) .
قال ابن رجب : ” فيه إشـــارة إلى أنه لا بد من التقصير في الاستقامــة المأمور بها ، فيجبر ذلك الاستغفار المقتضي للتوبـــة والرجـــوع إلى الاستقامة ، فهو كما قال النبي  لمعاذ ( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها ) ، وقد أخبر النبي  أن الناس لن يستطيعوا الاستقامة حق الاستقامــة ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة . عن النبي  قال ( سددوا وقاربــــوا ) فالسداد هو حقيقة الاستقامــة ، وهو الإصابة في جميع الأقوال والأعمال والمقاصـــد ، والمقاربة أن يصيب ما قرب من الغرض إذا لم يصب الغرض نفسه ، ولكن بشرط أن يكون مصمماً على قصد السداد وإصابة الغرض ، فتكون مقاربته عن عمد “ .
5- وأعظم ما ينبغي مراعاتــه في الاستقامة استقامــة القلب ، فهو ملك الأعضاء وهي جنوده ، فإذا استقام الملك استقامت جنوده ورعاياه .
وكذلك مما ينبغي مراعاة استقامتــه بعد القلب اللســـان ، فإنه ترجمان القلب .
ولذلك قال  ( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان ، تقول : إن استقمت استقمنا ، وإن اعوججت اعوججنا ) رواه الترمذي .
وجاء في حديث الباب في رواية للترمذي : قلت يا رسول الله ! ما أخوف ما تخاف علي ؟ فأخذ بلســـان نفســـه .
وقد جاء في مسند الإمام أحمد عن أنس . أن النبي  قال ( لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانــه ) .
6- أسباب الاستقامــة :
أولاً : دعاء الله بالثبات .
كان  يقول : ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك ) .
ثانياً : قراءة القرآن وتدبره .
قال تعالى  .. لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً  .
7- أن من استقــام في هذه الدار على الهداية ، وفقه الله تعالى للهداية يوم القيامة .
قال ابن القيم رحمه الله :
” فمن هدي في هذه الدار إلى صراط الله المستقيــم ، الذي أرسل به رسله ، وأنزل به كتبــه ، هدي هناك إلى الصراط المستقيــم ، الموصل إلى جنتــه ودار ثوابــه ، وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار ، يكون ثبوت قَدَمــه على الصراط المنصوب على متــن جهنــم ، وعلى قدر سيره على هذه الصراط يكون سيره على ذاك الصراط “ .
8- أنه لا خوف ولا حزن على المستقيــم .
9- الحث على مجالسة ومصاحبــة أهل الاستقامــة .
10- وجوب المداومــة على العمل الصالح وأن ذلك من أسباب الاستقامــة .
وأفضل العمل ما داوم عليه صاحبه .
قال  ( أحب الأعمال إلى الله أدومهــا وإن قل ) .
وهذا كان هدي النبي  إذا عمل عملاً أثبتــه .
قالت عائشة ( كان رسول الله  إذا عمل عملاً أثبتــه) رواه مسلم .
قال النووي : ” وإنما كان القليل الدائم خيراً من الكثير المنقطع لأن بدوام القليل تدوم الطاعـــة والذكر والمراقبــة والنية والإخلاص والإقبال على الخالق سبحانه وتعالى ويثمر القليل الدائم بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافاً كثيرة “ .
وللمداومــة على العمل الصالــح آثار :
أولاً : دوام اتصال القلب بخالقــه مما يعطيه قوة وثباتاً واستقامــة .
ثانياً : تعهــد النفس عن الغفلة وترويضها على لزوم الخيرات حتى تسهل عليها .
ثالثاً : أن المداومة على العمل الصالح سبب للنجاة من الشدائد .
قال  ( من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء ) رواه الترمذي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:20 pm

الحديث الثاني والعشرون
عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري . ( أن رجلاً سأل رسول الله  فقال : أرأيت إذا صليت الصلوات المكتوبات ، وصمت رمضان ، وأحللت الحلال ، وحرمت الحرام ، ولم أزد على ذلك شيئاً ، أأدخل الجنة ؟ قال : نعم ) رواه مسلم .
ومعنى حرمت الحرام : اجتنبته ، ومعنى أحللت الحلال : فعلته متعمداً حله .
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
أن رجلاً : قيل هو النعمان بن قوقل الخزاعي ، وقيل غيره .
أرأيت : أخبرني .
الحرام : هو ما يثاب تاركه امتثالاً ويعاقب فاعله .

الفوائـــد :
1- السؤال عن العلم سبب من أسباب تحصيله .
2- الحرص على السؤال عن كل شيء يؤدي إلى الجنــة .
3- أن الجنــة هي الهــــدف لكل مسلم .
4- أن من أدى الواجبات وترك المحرمات فإن ذلك سبب لدخول الجنـــة . وقد جاءت أحاديث كثيرة بهـــذا المعنى
ففي الصحيحين عن طلحة بن عبيد الله ( أن أعرابياً جاء إلى رسول الله  ثائر الرأس ، فقال : يا رسول الله ! أخبرني ماذا فرض الله عليّ من الصلاة ، فقال : الصلوات الخمس إلا أن تطوع ، فقال : أخبرني بما فرض الله عليّ من الصيام ؟ فقال : شهر رمضان إلا أن تطــوع ، فقال : أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة ؟ فأخبره رسول الله  بشرائع الإسلام ، فقال : والذي أكرمك بالحق لا أتطــوع شيئاً ولا أنقص مما فرض الله عليّ شيئاً ، فقال رسول الله  : دخل الجنة إن صدق ) متفق عليه .
وفي الصحيحين أيضاً عن أبي هريرة . ( أن أعرابياً قال يا رسول الله ! دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنــة ؟ قال : تعبد الله لا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة المكتوبة ، وتؤدي الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان ، قال : والذي بعثك بالحق ، لا أزيد على هذا شيئاً أبداً ولا أنقص منه ، فلما ولى ، قال النبي  : من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنــة فلينظر إلى هذا ) .
وخرج الترمذي من حديث أبي أمامة . قال سمعت رسول الله  يخطب في حجة الوداع يقول ( أيها الناس ! اتقوا الله ، وصلوا خمسكم ، وصوموا شهركم ، وأدوا زكاة أموالكم ، وأطيعوا ذا أمركم ، تدخلوا جنة ربكم ) .
لكن قد يوجد موانع من دخول الجنة :
كقوله  ( لا يدخل الجنــة قاطع رحم ) متفق عليه .
وقوله ( لا يدخل الجنــة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) رواه مسلم .
5- أن الإنسان إذا اقتصر على الأركان ولم يفعل المستحبات فلا لوم عليه .
6- عظم منزلة هذه العبادات : الصلاة ، والصيام .
وقال  ( قال تعالى : وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضتــه عليه ) رواه البخاري
7- أن الفرائض أفضل من النوافل كما يدل عليه الحديث السابق .
8- لم يذكر النبي  في هذا الحديث الزكاة ولا الحج ؟
والجواب :
لم يذكر الزكاة ، لعل النبي  علم من حاله أنه فقير ولا يستطيــع عليها .
وأما الحج ، فلعله لم يفرض بعــد .
9- أن فعل الواجب وترك المحرم وقايــة من النار .
10- حكمة الله في التشريع ، حيث أن من الأعمال ما هو واجب ومنها ما هو مستحب .
11- وجوب امتثال أمر الله والانتهـــاء عن نهيـــه .
12- أن التحليل والتحريم حق من حقوق الله تعالى .
13- على المسلم أن يسأل أهل العلم عن أمور دينــه التي يجهلها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:21 pm


الحديث الثالث والعشرون
عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله  ( الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن _ أو تملآ _ ما بين السماء والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ، كل الناس يغدو فبائــع نفسه فمعتقها أو موبقها ) .
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
الطهور : بالضم الفعل وبالفتح الماء ، والمراد به الوضوء ، سمي طهوراً لأنه يطهر الأعضاء .
شطر : نصف .
الإيمان : قيل : المراد به الصلاة كما قال تعالى ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) وقيل : المراد به الوضوء المعروف .
الحمد لله : الثناء على الله مع المحبة والتعظيم .
سبحان الله : التسبيح تنزيه الله عن النقائص والعيوب ومشابهة المخلوقين .
يغدو : يذهب باكراً .
معتقها : مخلصها .
موبقها : مهلكها .

الفوائد :
1- فضل الوضوء ، وقد جاءت أحاديث كثيرة في فضله :
عن عثمان . قال : قال رسول الله  ( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره ) رواه مسلم .
وللنسائي ( من أتم الوضوء كما أمره الله ، فالصلوات كفارات لما بينهــن ) .
وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله  ( إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء ، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء .. ) رواه مسلم .
وعن عقبة بن عامر . قال : قال رسول الله  ( ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يقوم فيصلي ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة ) رواه مسلم .
2- فضل كلمة [ الحمد لله ] حيث أنها تملأ الميزان .
وقد اختلف في معنى [ تملأ الميزان ] :
فقيل : أنه ضرب مثل ، وأن المعنى لو كان الحمد جسماً لملأ الميزان .
وقيل : بل الله عز وجل يمثل أعمال بني آدم وأقوالهم صوراً ترى يوم القيامة وتوزن .
3- فضل قول : سبحان الله والحمد لله حيث أنهما تملآن ما بين السماء والأرض . وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل هذه الكلمات :
قال  ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله العظيم ، سبحان الله وبحمده ) متفق عليه .
وقال  ( لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ) رواه مسلم
وقال  ( أحب الكلام إلى الله أربع : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، لا يضرك بأيهــن بدأت ) رواه أحمد .
وقال  ( لقيت إبراهيم ليلة أسري بي ، فقال يا محمد : أقرىء أمتك مني السلام ... وأنها قيعان ، وأن الجنة طيبة التربة .. وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ) رواه الترمذي .
4- إثبات الميزان ، وفيه مباحث :
أولاً : تعريفه : هو ميزان حقيقي له كفتـــان .
ثانياً : أدلة ثبــوته :
قال تعالى :  ونضع الموازين القسط ليوم القيامة  .
وقال تعالى :  فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون  .
وحديث الباب ( .. تملأ الميزان .. ) .
والحديث السابق ( كلمتان ثقيلتان في الميزان ... ) .
ثالثاً : ما الذي يوزن ؟
وردت نصوص تدل على أن الذي يوزن هو العمل :
كحديث الباب ( والحمد الله تملأ الميزان ) .
وحديث ( كلمتان ثقيلتان في الميزان .. ) .
ووردت نصوص تدل على أن الذي يوزن هو العامل .
كقوله  في ابن مسعود ( إن ساقيه أثقل من جبل أحد في الميزان ) رواه أحمد .
وقوله  ( إنه ليأتي الرجل السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة ) متفق عليه .
وورد أن الذي يوزن هي الصحائف :
كحديث البطاقة وفيه ( .... وتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة ، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ، فلا يثقل مع اسم الله شيء ) رواه الترمذي .
والراجح أن الذي يوزن العمل ، وقد يوزن معه الصحف أو العامل .
رابعاً : هل هو ميزان واحد أم متعدد ؟
وردت نصوص تدل على أنه متعدد :
كقوله تعلى ( ونضع الموازين القسط ... ) وقوله تعالى ( فمن ثقلت موازينــه ) .
ووردت نصوص بالإفراد :
كقوله  ( كلمتان ثقيلتان في الميزان ) .
والراجح أنه ميزان واحد ، لكنه متعدد باعتبار الموزون .
خامساً : قال القرطبي : ” قال العلماء : إذا انقضى الحساب كان بعده وزن الأعمال ، لأن الوزن للجزاء ، فينبغي أن يكون بعد المحاسبـــة ، فإن المحاسبة لتقرير الأعمال ، والوزن لإظهار مقاديره ليكون الجزاء بحسبها “ .
5- فضل الصلاة وأنها نور .
قال تعالى  إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر  .
فهي نور في الدنيا كما قال تعالى  سيماهم في وجوههم من أثر السجود  .
وهي نور يوم القيامة ، قال  ( من حافظ عليها [ أي الصلاة ] كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف ) رواه أبو داود .
6- أن الصدقة دليل وبرهان على صحة إيمان صاحبها ، والسبب في ذلك أن المال محبوب للنفـــوس ، فإذا أنفقت منه فهذا دليل على صحة إيمانها بالله وتصديقها بوعده ووعيده .
وللصدقة فضائل كثيرة منها :
أولاً : أنها برهان على صحة الإيمان .
كما في حديث الباب .
ثانياً : أنها تطهير للنفس .
قال تعالى  خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم  .
ثالثاً : أنها مضاعفة للحسنات .
قال تعالى  مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء  .
رابعاً : أنها تغفر الذنوب .
قال  ( والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار ) رواه الترمذي .
خامساً : درجة الجنة لا تنال إلا بالإنفاق .
قال تعالى  لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبــــون  .
سادساً : أنها أمان من الخوف يوم الفزع الأكبر .
قال تعالى  الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراُ وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنـــون  .
سابعاً : صاحب الصدقة موعود بالأجر الكبير .
قال تعالى  فالذين آمنوا وأنفقوا لهم أجر كبير  .
ثامناً : أن الله يخلف الصدقة .
قال تعالى  وما أنفقتم من شيء فهو يخلفــه  .
تاسعاً : أن الصدقة تزيد المال .
قال  ( ما نقصت صدقة من مال ) رواه مسلم .
عاشراً : أنها تظلل صاحبها يوم القيامة .
قال  ( العبد في ظل صدقته يوم القيامة ) رواه أحمد .
7- ذم البخــل .
8- فضل الصبر .
قال ابن رجب : ” ولما كان الصبر شاقاً على النفوس ، يحتاج إلى مجاهدة النفس ، وحبسها وكفها عما تهواه ، كان ضيــــاء ، فلا نجاح في الدنيا ولا فلاح في الآخــرة إلا بالصبر “ .
قال الغزالي : ” فلنسمِ هذه الصفة التي بها فارق الإنسانَ البهائم في قمع الشهوات وقهرها [ باعثاً دينياً ] ولنسمِ مطالبة الشهوات بمقتضياتها [ باعث الهوى ] وليفهم أن القتال قائم بين باعث الدين وباعث الهوى ، والحرب بينهما سجال ، ومعركــة هذا القتال قلب العبد ، ومدد باعث الدين من الملائكة الناصرين لحزب الله تعالى ، ومدد باعث الشهوات من الشياطين الناصرين لأعداء الله تعالى ، فالصبر عبارة عن ثبات باعث الدين في مقابلة باعث الشهوة ، فإن ثبت حتى قهره واستمر على مخالفة الشهوة فقد نصر حزب الله ، والتحق بالصابرين ، وإن تخاذل وضعف حتى غلبتـــه الشهوة ولم يصبر في دفعها التحـــق بأتباع الشياطين “ .
- والصبر ثلاثة أنواع :
صبر على الطاعات – وصبر عن معاصي الله – وصبر على أقدار الله المؤلمـة .
والصبر على الطاعات وعن المحرمات أفضل من الصبر على الأقدار المؤلمـة .
9- أن القرآن إما أن يكون حجة للإنسان أو حجة عليه .
يكون حجة للإنســان : إذا اتبــع أوامــره وانتهى عند نواهيــه وعمل به وأقام حدوده .
ويكون حجة على الإنسان : إذا ترك أمره ووقع في نواهيــه وأعرض عنه .
قال تعالى  وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمــة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً  .
قال ابن مسعود : ” القرآن شافع ومشفع ، فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلف ظهره قاده إلى النار “ .
10- التحذير من الإعراض عن القرآن .
11- أن كل إنسان إما ساعٍ في هلاك نفسه أو فكاكها .
فمن سعى في طاعة الله فقد باع نفسه لله ، وأعتقها من عذابه ، ومن سعى في معصية الله فقد باع نفسه بالهوان وأوبقها بالآثــام الموجبة لغضب الله وعقابــه .
قال الحسن : ” المؤمن في الدنيا كالأسير يسعى في فكاك رقبته ، لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله “ .
وقال : ” ابن آدم ! إنك تغدو وتروح في طلب الأرباح ، فليكن همك نفسك ، فإنك لن تربح مثلها أبداً “ .
وقال أبو بكر بن عياش : ” قال لي رجل مرة وأنا شاب : خلّص رقبتك ما استطعت في الدنيا من رق الآخـــــــــــــرة ، فإن أسير الآخــرة غير مفكوك أبداً ، قال : فوالله ما نسيتها بعد “ .
وكان بعض السلف يبكي ويقول : ” ليس لي نفسان ، إنما لي نفس واحدة ، إذا ذهبت لم أجد أخرى “ .
12- مجاهدة النفس على العمــل الصالح .
13- التحذير من الأعمال السيئــة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:22 pm


الحديث الثالث والعشرون
عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله  ( الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن _ أو تملآ _ ما بين السماء والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ، كل الناس يغدو فبائــع نفسه فمعتقها أو موبقها ) .
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
الطهور : بالضم الفعل وبالفتح الماء ، والمراد به الوضوء ، سمي طهوراً لأنه يطهر الأعضاء .
شطر : نصف .
الإيمان : قيل : المراد به الصلاة كما قال تعالى ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) وقيل : المراد به الوضوء المعروف .
الحمد لله : الثناء على الله مع المحبة والتعظيم .
سبحان الله : التسبيح تنزيه الله عن النقائص والعيوب ومشابهة المخلوقين .
يغدو : يذهب باكراً .
معتقها : مخلصها .
موبقها : مهلكها .

الفوائد :
1- فضل الوضوء ، وقد جاءت أحاديث كثيرة في فضله :
عن عثمان . قال : قال رسول الله  ( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره ) رواه مسلم .
وللنسائي ( من أتم الوضوء كما أمره الله ، فالصلوات كفارات لما بينهــن ) .
وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله  ( إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء ، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء .. ) رواه مسلم .
وعن عقبة بن عامر . قال : قال رسول الله  ( ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يقوم فيصلي ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة ) رواه مسلم .
2- فضل كلمة [ الحمد لله ] حيث أنها تملأ الميزان .
وقد اختلف في معنى [ تملأ الميزان ] :
فقيل : أنه ضرب مثل ، وأن المعنى لو كان الحمد جسماً لملأ الميزان .
وقيل : بل الله عز وجل يمثل أعمال بني آدم وأقوالهم صوراً ترى يوم القيامة وتوزن .
3- فضل قول : سبحان الله والحمد لله حيث أنهما تملآن ما بين السماء والأرض . وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل هذه الكلمات :
قال  ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله العظيم ، سبحان الله وبحمده ) متفق عليه .
وقال  ( لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ) رواه مسلم
وقال  ( أحب الكلام إلى الله أربع : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، لا يضرك بأيهــن بدأت ) رواه أحمد .
وقال  ( لقيت إبراهيم ليلة أسري بي ، فقال يا محمد : أقرىء أمتك مني السلام ... وأنها قيعان ، وأن الجنة طيبة التربة .. وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ) رواه الترمذي .
4- إثبات الميزان ، وفيه مباحث :
أولاً : تعريفه : هو ميزان حقيقي له كفتـــان .
ثانياً : أدلة ثبــوته :
قال تعالى :  ونضع الموازين القسط ليوم القيامة  .
وقال تعالى :  فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون  .
وحديث الباب ( .. تملأ الميزان .. ) .
والحديث السابق ( كلمتان ثقيلتان في الميزان ... ) .
ثالثاً : ما الذي يوزن ؟
وردت نصوص تدل على أن الذي يوزن هو العمل :
كحديث الباب ( والحمد الله تملأ الميزان ) .
وحديث ( كلمتان ثقيلتان في الميزان .. ) .
ووردت نصوص تدل على أن الذي يوزن هو العامل .
كقوله  في ابن مسعود ( إن ساقيه أثقل من جبل أحد في الميزان ) رواه أحمد .
وقوله  ( إنه ليأتي الرجل السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة ) متفق عليه .
وورد أن الذي يوزن هي الصحائف :
كحديث البطاقة وفيه ( .... وتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة ، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ، فلا يثقل مع اسم الله شيء ) رواه الترمذي .
والراجح أن الذي يوزن العمل ، وقد يوزن معه الصحف أو العامل .
رابعاً : هل هو ميزان واحد أم متعدد ؟
وردت نصوص تدل على أنه متعدد :
كقوله تعلى ( ونضع الموازين القسط ... ) وقوله تعالى ( فمن ثقلت موازينــه ) .
ووردت نصوص بالإفراد :
كقوله  ( كلمتان ثقيلتان في الميزان ) .
والراجح أنه ميزان واحد ، لكنه متعدد باعتبار الموزون .
خامساً : قال القرطبي : ” قال العلماء : إذا انقضى الحساب كان بعده وزن الأعمال ، لأن الوزن للجزاء ، فينبغي أن يكون بعد المحاسبـــة ، فإن المحاسبة لتقرير الأعمال ، والوزن لإظهار مقاديره ليكون الجزاء بحسبها “ .
5- فضل الصلاة وأنها نور .
قال تعالى  إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر  .
فهي نور في الدنيا كما قال تعالى  سيماهم في وجوههم من أثر السجود  .
وهي نور يوم القيامة ، قال  ( من حافظ عليها [ أي الصلاة ] كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف ) رواه أبو داود .
6- أن الصدقة دليل وبرهان على صحة إيمان صاحبها ، والسبب في ذلك أن المال محبوب للنفـــوس ، فإذا أنفقت منه فهذا دليل على صحة إيمانها بالله وتصديقها بوعده ووعيده .
وللصدقة فضائل كثيرة منها :
أولاً : أنها برهان على صحة الإيمان .
كما في حديث الباب .
ثانياً : أنها تطهير للنفس .
قال تعالى  خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم  .
ثالثاً : أنها مضاعفة للحسنات .
قال تعالى  مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء  .
رابعاً : أنها تغفر الذنوب .
قال  ( والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار ) رواه الترمذي .
خامساً : درجة الجنة لا تنال إلا بالإنفاق .
قال تعالى  لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبــــون  .
سادساً : أنها أمان من الخوف يوم الفزع الأكبر .
قال تعالى  الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراُ وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنـــون  .
سابعاً : صاحب الصدقة موعود بالأجر الكبير .
قال تعالى  فالذين آمنوا وأنفقوا لهم أجر كبير  .
ثامناً : أن الله يخلف الصدقة .
قال تعالى  وما أنفقتم من شيء فهو يخلفــه  .
تاسعاً : أن الصدقة تزيد المال .
قال  ( ما نقصت صدقة من مال ) رواه مسلم .
عاشراً : أنها تظلل صاحبها يوم القيامة .
قال  ( العبد في ظل صدقته يوم القيامة ) رواه أحمد .
7- ذم البخــل .
8- فضل الصبر .
قال ابن رجب : ” ولما كان الصبر شاقاً على النفوس ، يحتاج إلى مجاهدة النفس ، وحبسها وكفها عما تهواه ، كان ضيــــاء ، فلا نجاح في الدنيا ولا فلاح في الآخــرة إلا بالصبر “ .
قال الغزالي : ” فلنسمِ هذه الصفة التي بها فارق الإنسانَ البهائم في قمع الشهوات وقهرها [ باعثاً دينياً ] ولنسمِ مطالبة الشهوات بمقتضياتها [ باعث الهوى ] وليفهم أن القتال قائم بين باعث الدين وباعث الهوى ، والحرب بينهما سجال ، ومعركــة هذا القتال قلب العبد ، ومدد باعث الدين من الملائكة الناصرين لحزب الله تعالى ، ومدد باعث الشهوات من الشياطين الناصرين لأعداء الله تعالى ، فالصبر عبارة عن ثبات باعث الدين في مقابلة باعث الشهوة ، فإن ثبت حتى قهره واستمر على مخالفة الشهوة فقد نصر حزب الله ، والتحق بالصابرين ، وإن تخاذل وضعف حتى غلبتـــه الشهوة ولم يصبر في دفعها التحـــق بأتباع الشياطين “ .
- والصبر ثلاثة أنواع :
صبر على الطاعات – وصبر عن معاصي الله – وصبر على أقدار الله المؤلمـة .
والصبر على الطاعات وعن المحرمات أفضل من الصبر على الأقدار المؤلمـة .
9- أن القرآن إما أن يكون حجة للإنسان أو حجة عليه .
يكون حجة للإنســان : إذا اتبــع أوامــره وانتهى عند نواهيــه وعمل به وأقام حدوده .
ويكون حجة على الإنسان : إذا ترك أمره ووقع في نواهيــه وأعرض عنه .
قال تعالى  وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمــة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً  .
قال ابن مسعود : ” القرآن شافع ومشفع ، فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلف ظهره قاده إلى النار “ .
10- التحذير من الإعراض عن القرآن .
11- أن كل إنسان إما ساعٍ في هلاك نفسه أو فكاكها .
فمن سعى في طاعة الله فقد باع نفسه لله ، وأعتقها من عذابه ، ومن سعى في معصية الله فقد باع نفسه بالهوان وأوبقها بالآثــام الموجبة لغضب الله وعقابــه .
قال الحسن : ” المؤمن في الدنيا كالأسير يسعى في فكاك رقبته ، لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله “ .
وقال : ” ابن آدم ! إنك تغدو وتروح في طلب الأرباح ، فليكن همك نفسك ، فإنك لن تربح مثلها أبداً “ .
وقال أبو بكر بن عياش : ” قال لي رجل مرة وأنا شاب : خلّص رقبتك ما استطعت في الدنيا من رق الآخـــــــــــــرة ، فإن أسير الآخــرة غير مفكوك أبداً ، قال : فوالله ما نسيتها بعد “ .
وكان بعض السلف يبكي ويقول : ” ليس لي نفسان ، إنما لي نفس واحدة ، إذا ذهبت لم أجد أخرى “ .
12- مجاهدة النفس على العمــل الصالح .
13- التحذير من الأعمال السيئــة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شرح الأربعين النوويه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدرسة سعد بن معاذ الابتدائية بالخرج :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى: