مدرسة سعد بن معاذ الابتدائية بالخرج
اهلا وسهلا بالزوار والأعضاء الكرام
مدرسة سعد بن معاذ الابتدائية بالخرج
اهلا وسهلا بالزوار والأعضاء الكرام
مدرسة سعد بن معاذ الابتدائية بالخرج
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدرسة سعد بن معاذ الابتدائية بالخرج

منتدى تعليمي تربوي تحت إدارة مركز مصادر التعلم
 
الرئيسيةالتسجيلدخولأحدث الصور
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» برنامج حلو يطلع لك باسوررد الشبكات
شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Emptyالإثنين يونيو 25, 2012 12:21 am من طرف hazah333

» الة حاسبه بسيطه اختراع طلاب ثانوية الخرج
شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Emptyالأحد أبريل 29, 2012 1:26 am من طرف hazah333

» تعليق الدراسة
شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Emptyالسبت مارس 26, 2011 7:36 pm من طرف Admin

» شكر لمدير المدرسة
شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Emptyالسبت يناير 01, 2011 5:09 pm من طرف Admin

» المعلمون الذين شملتهم الحركة 1431
شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Emptyالأربعاء أكتوبر 06, 2010 6:29 pm من طرف محمد البكيري

» نكات العالم والوسوسة
شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Emptyالخميس سبتمبر 30, 2010 8:22 pm من طرف Admin

» تهنأة بالعيد
شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Emptyالخميس سبتمبر 30, 2010 9:36 am من طرف Admin

» شعر جاهلي
شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Emptyالخميس سبتمبر 30, 2010 9:28 am من طرف Admin

» موضوع جميل
شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 29, 2010 1:59 am من طرف محمد البكيري

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث

 

 شرح الأربعين النوويه

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:23 pm

الحديث الخامس والعشرون
عن أبي ذر ( أن ناساً من أصحاب رسول الله  قالوا للنبي  : يا رسول الله ! ذهب أهل الدثور بالأجور ، يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصـدقون بفضول أموالهــم ، قال : أوَ ليس قد جعل الله لكم ما تصَّدَّقون ؟ إن لكم بكل تسبيحــة صدقــة وكل تكبيرة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن منكر صدقة ، وفي بضع أحدكم صدقة . قالوا : يا رسول الله ، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : أرأيتــم لو وضعها في حرام ، أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ) رواه مسلم .
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
الدثور : الأموال .
بفضول أموالهم : أي أموالهم الزائدة عن كفايتهم وحاجتهم .
بضع : البضع الجماع .

الفوائد :
1- رغبة الصحابة رضي الله عنهم الشديدة في الخير ، وتنافسهــم بالأعمال الصالحــة ، ففي هذا الحديث أن الفقراء جاءوا إلى النبي  وبينوا له أن إخوانهــم الأغنياء قد سبقوهــم ببعض الأعمال الصالحـة ، وذلك أن عندهم فضل من مال ، فيحجون ويعتمــرون ويتصدقون ويجاهـــدون ، وهم لا يستطيعون ذلك ، فما السبيل للحاق بهم ؟
وهذا هو التنافس الشريف .
قال تعالى  وفي ذلك فليتنافس المتنافسون  .
وقال تعالى  لمثل هذا فليعمل العاملـــون  .
قال ابن القيم : ” ...... كما كان أصحاب رسول الله  يتنافســــون في الخير ويفرح بعضهم ببعض باشتراكهــم فيه ، بل يحض بعضهم بعضاً ، وهي نوع من المسابقــة ، وقد قال تعالى :  سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض “ .
2- الحزن على ما فات من الأعمال الصالحـة ، وهذا كان دأب الصحابة رضوان الله عليهم .
أمثلة تدل على ذلك :
أولاً : ما جاء في حديث الباب : حيث كان الفقراء يحزنــــون على ما يتعذر عليهم فعله من الخير مما يقدر عليه غيرهــم .
ثانياً : الحزن على التخلف عن الخروج في الجهاد لعدم القدرة على آلته .
كما قال تعالى  ولا على الذين إذا ما أتــــــوك لتحملهــم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهــم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقــون  .
ثالثاً : التأسف على فعل الطاعة .
فإن ابن عمر لما بلغـه حديث ( من شــهد الجنـازة حتى تدفن فله قيـراط ، ومن شــهدها حتى يصلى عليها فله قيراطان ) قال : لقد فرطنــا في قراريــط كثيرة .
1- ينبغي على المسلم المسارعة إلى الخيرات والأعمال الصالحات .
كما قال تعالى  وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض  .
وقال تعالى  فاستبقــوا الخيرات  .
وقال تعالى  يسارعون في الخيرات وهم لها سابقـــون  .
وقال  ( إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسهــا ) رواه أحمد .
2- الحث على علــو الهمـــة .
قال  ( إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها ) رواه الطبراني .
وقال  ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهمــوا عليه لاستهموا ) متفق عليه .
وقال  ( إذا سأل أحدكم فليكثر ، فإنما يسأل ربــه ) رواه ابن حبان .
وقال  ( إذا سألتم الله فاسألــوه الفردوس الأعلى ) رواه البخاري .
وقال  ( لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، يفتح الله على يديه ، قال عمر : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ ) رواه البخاري .
وعن ربيعة بن كعب قال ( كنت أبيت مع رسول الله  فأتيتــه بوضوئه وحاجته ، فقال لي : سلني ، فقلت : أسألك مرافقتك في الجنــة ، قال : فأعني على نفسك بكثرة السجود ) رواه مسلم .
3- استدل بحديث الباب من قال إن الغني الشاكر أفضل من الفقير الصابر ، وهذه مسألة اختلف فيها العلماء على قولين :
القول الأول : أن الغني الشاكر أفضل من الفقير الصابر .
لحديث الباب حيث قال ( ذلك فضل الله يؤتيــه من يشاء ) .
القول الثاني : الفقير الصابر .
لقوله  ( يدخل الفقراء قبل الأغنياء بخمسمائة عام ) .
ولقوله  ( اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء ) رواه مسلم .
واختار شيخ الإسلام ابن تيمية أن من كان تقياً فهــو أفضل .
4- سعة فضل الله ورحمتــه حيث جعل أبواب الخير كثيرة .
5- فضل الصدقــة بالمــال .
6- أن العمل الصالح صدقة ، وقد قال  ( كل معروف صدقــة ) .
وجاء في روايات للحديث ( تبسمك في وجه أخيك صدقــة ، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة ، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة ، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة ، وإفراغك من دلو أخيك لك صدقــة ) .
وعند ابن حبان ( ليس من نفس ابن آدم إلا عليها صدقة ، في كل يوم طلعت فيه الشمس ، قيل : يا رسول الله : ومن أين لنا صدقة نتصدق بها ؟ قال : إن أبواب الجنــة لكثيرة ، التسبيح والتحميد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتميط الأذى عن الطريق ، وتسمع الأصم ، وتهدي الأعمى ، وتدل المستدل على حاجته ، وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفــان المستغيث ، وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف ، فهذا كله صدقة منك على نفسك ) .
قال ابن رجب رحمه الله : ” والصدقــة بغير المال نــوعان :
أحدهما : ما فيه تعدية الإحسان إلى الخلق فتكون صدقة عليهم ، وربما كان أفضل من الصدقة بالمال .
وهذا كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإنه دعا إلى طاعة الله ، وكف عن معاصيـــه ، وذلك خير من النفــع بالمــال ، وكذلك تعليم العلم النافع ، وإقراء القرآن ، وإزالة الأذى عن الطريق ، والسعي في جلب النفع للناس ، ودفع الأذى عنهم .
الثاني : من الصدقة التي ليست مالية ما نفعــه قاصر على فاعله ، كأنواع الذكر من التكبير والتحميد والتهليل والاستغفار “ .
7- فضل ذكر الله وأنه صدقة على النفس .
8- فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( وستأتي مباحثه إن شاء الله ) .
9- تحريم الزنا .
10- أن إتيان الحلال استغناء عن الحرام يجعل الحلال قربة وصدقة .
قال النووي رحمه الله : ” وفي هذا دليل على أن المباحات تصير طاعات بالنيات الصادقات ، فالجماع يكون عبادة إذا نوى به قضاء حق الزوجـــة ومعاشرتها بالمعروف الذي أمر الله به ، أو طلب ولد صالح ، أو إعفاف نفسه ، أو إعفاف الزوجة ومنعهما جميعاً من النظر إلى الحرام أو الفكر فيه ، أو الهم به أو غير ذلك من المقاصد الصالحة “ .
11- جواز القياس .
12- الحث على السؤال عما ينتفع به المسلم ويترقى به في مراتب الكمـــال .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:25 pm

الحديث السادس والعشرون
عن أبي هريرة . قال : قال رســـول الله  ( كل سلامى من الناس عليه صدقة ، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة ، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وبكل خطوة تمشيهــا إلى الصلاة صدقة ، وتميط الأذى عن الطريق صدقة ) رواه البخاري ومسلم .
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
سلامى : السلام : عظام الكف والأصابع والأرجل ، والمراد في هذا الحديث جميع أعضاء جسم الإنسان ومفاصله ، وهي ثلاثمائة وستون مفصلاً ، كما قال  ( خلق الإنسان على ستين وثلاثمائة مفصل ) .
الناس : أي البشر ، وسموا ناساً من الإيناس أو النسيان .
صدقة : أجر .

الفوائد :
1- أن على الإنسان كل يوم تطلع فيه الشمس عن كل عضو من أعضائه صدقة .
وهذا سهل ، فإنه يستطيع أن يأتي بهذا الديْن بالتسبيح والتهليل والتكبير ، وجاء في رواية ( ويجزىء من ذلك ركعتان من الضحى ) .
2- فضيلة العدل بين الناس . والعدل له فضائل :
أولاً : أن الله أمر به .
فقال تعالى  إن الله يأمر بالعدل والإحسان ....  .
ثانياً : أن الله يحب أهله .
قال سبحانه  وأقسطوا إن الله يحب المقسطين  .
ثالثاً : على منابر من نور .
قال  ( إن المقسطين عند الله على منابر من نور الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ) رواه مسلم .
رابعاً : في ظل الله يوم القيامة .
قال  ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ... ) متفق عليه .
3- فضيلة الصلح بين الناس ، وأنه من أعظم الأعمال .
قال تعالى  والصلح خير  .
وقال تعالى  لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمــــر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس  .
وقال  ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة ؟ قالوا : بلى ؟ قال : إصلاح ذات البين ) رواه أحمد .
وقال تعالى  واتقوا الله وأصلحــوا ذات بينكم  .
وقال تعالى  وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلــوا فأصلحــوا بينهمـا  .
وعن سهل بن سعد . ( أن أهل قباء اقتتلــوا حتى تراموا بالحجارة ، فأخبر رسول الله  بذلك فقال : اذهبــوا بنا نصلح بينهــم ) رواه البخاري .
من أقوال السلف :
قال أنس : ” من أصلح بين اثنين أعطاه الله بكل كلمــة عتق رقبــة “ .
وقال أبو أمامة : ” امش ميلاً وعد مريضاً ، وامش ميلين وزر أخاً في الله ، وامش ثلاثة أميال وأصلح بين اثنين “ .
وقال بعض العلماء : ” من أراد فضل العابدين فليصلح بين الناس ، ولا يوقع بينهم العداوة والبغضاء “ .
4- الحث على معاونـة الإنسان لأخيه المسلم ، فيعينه في دابته فيحمله عليها أو يرفع له عليها متاعــه .
5- وهذا مثال ذكره النبي  ، والأمثلة كثيرة جداً .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” لو وجدت إنساناً على الطريق وطلب منك أن تحمله إلى البلد وحملته ، فإنه يدخل من باب أولى “ .
ولكن هل يجب عليك أن تحمله أو لا يجب ؟
الجواب : إن كان في مهلكة وأمنت منه وجب عليك أن تحمله وجوباً لإنقاذه من الهلكــة ، فإن لم تأمن من هذا الرجل فلا يلزمــك أن تحمله ، مثل تخاف أن يغتالك .
وللتعاون فضائل :
أولاً : حث الله عليه .
قال تعالى  وتعاونــوا على البر والتقوى  .
ثانياً : أنه سبب للقوة .
قال تعالى  ولا تنازعـــوا فتفشلوا وتذهب ريحكم  .
ثالثاً : أنه سبب لمعونة الله للعبد .
قال  ( من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجتــه ) رواه مسلم .
6- فضل الكلمة الطيبة وأنها صدقة .
كالسلام – ورد السلام – وتشميت العاطس – وذكر الله – والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها .
والكلام الطيب هو الذي يقبل عند الله ، كما قال تعالى  إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعــه  .
7- فضل المشي إلى المساجد ، ففي كل خطوة صدقة .
والمشي إلى المساجد فضله عظيم .
أولاً : أن كل خطوة إلى المسجد صدقة .
كما في حديث الباب .
ثانياً : أنه من أسباب محو الخطايا .
قال  ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ، قالوا : بلى ، قال : إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ) رواه مسلم .
ثالثاً
: أن كل خطوة تمحو سيئة وأخرى تكتب حسنة .
قال  ( من راح إلى مسجد الجماعة فخطوة تمحو سيئة ، وخطوة تكتب له حسنة ) رواه النسائي .
وفي رواية ( فرجل تكتب له حسنة ، ورجل تحط عنه سيئة حتى يرجع ) .
8- فضل إماطة الأذى عن الطريق ، وأنه صدقة . ولإماطــة الأذى فضائــل :
أولاً : أنه صدقة .
لحديث الباب .
ثانياً : من علامات الإيمان .
قال  ( الإيمان بضع وسبعون شعبة ، فأفضلها قول : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ) رواه مسلم .
ثالثاً : أنه من أسباب دخول الجنة .
عن أبي هريرة . قال : قال  ( لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنــة ، في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين ) رواه مسلم .
رابعاً : من أسباب المغفرة .
قال  ( بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق ، فأخره فشكر الله له ، فغفر له ) متفق عليه .
9- فضل صلاة الجماعة .
10- كثرة طرق الخير .
11- التحذير من الكلام غير الطيب .
12- الحرص على خدمة المسلمين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:27 pm

الحديث السابع والعشرون
عن النواس بن سمعان عن النبي  قال ( البر حسن الخلق ، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس ) رواه مسلم
وعن وابصة بن معبد قال ( أتيت رسول الله  فقال : أجئت تسأل عن البر والإثم ؟ قلت : نعم ، قال : استفت قلبك ، البر ما اطمأنت إليه النفس ، واطمأن إليه القلب ، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك ) .رواه أحمد والدارمي .
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
البر : اسم جامع للخير .
حسن الخلق : التحلي بالفضائل وترك الرذائل .
الإثم : الذنب .
ما حاك في نفسك : أي لم يسكن إليــه القلب .

الفوائد :
1- الحث على حسن الخلق ، وأنه من أعظم خصال البر .
2- في الحديث بعض علامات الإثــم :
أولاً : قلق القلب واضطرابه ، لقوله ( والإثم ما حاك في صدرك ) .
ثانياً : كراهة اطلاع الناس عليه ، لقوله ( وكرهت أن يطلع عليه الناس ) .
قال ابن رجب : في قوله ( الإثم ما حاك في .... ) :
” إشارة إلى أن الإثم ما أثر في الصدر حرجاً وضيقاً وقلقاً واضطراباً فلم ينشرح له الصدر ، ومع هذا فهو عند الناس مستنكر بحيث ينكرونه عند اطلاعهــم عليه ، وهذا أعلى مراتب معرفــة الإثم عند الاشتباه ، وهو ما استنكر الناس فاعله وغير فاعله “ .
3- أن صاحب القلب السليم ، يضطرب قلبه ويخاف عند فعل الحرام أو الشك به .
قال ابن رجب : ” فدل حديث وابصة وما في معناه على الرجــوع إلى القلوب عند الاشتباه مما سكن إليه القلب ، وانشرح إليه الصدر ، فهو البر والحلال ، وما كان خلاف ذلك فهو الإثم والحرام “ .
4- أن الله فطر عباده على معرفة الحق والسكــون إليه .
5- أن ما حاك في صدر الإنسان فهو إثــم وإن أفتـــاه غيره بأنه ليس بإثــم .
قال ابن رجب رحمه الله : ” وهـــذه مرتبة ثانية ، وهو أن يكون الشيء مستنكراً عند فاعله دون غيره وقد جعله أيضاً إثماً ، وهذا إنما يكون إذا كان صاحبه ممن شرح صدره للإيمــان ، وكان المفتي يفتي له بمجرد ظن أو ميل إلى هوى من غير دليل شرعي ، أما إذا كان فتوى المفتي تستند إلى دليل شرعي فيجب على المرء أن يتقيد بها وإن لم يطمئن قلبه ، قال تعالى  فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً  “ .
6- معجزة الرسول  ، حيث أخبر وابصة بما في نفسه قبل أن يتكلم به .
7- أن الدين وازع ومراقب داخلي .
8- أن الدين يمنع من اقتراف الإثــم .
9- طمأنينة القلب السليم للخير .
10- نفور القلب السليم من الشر .
11- بلاغة النبي  .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:28 pm

الحديث الثامن والعشرون
عن أبي نجيح العرباض بن سارية قال ( وعظنا رسول الله  موعظة وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسول الله ! كأنها موعظة مودع فأوصنــا . قال : أوصيكم بتقوى الله عز وجل ، والسمع والطاعة ، وإن تأمر عليكم عبد ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة ) رواه أبو داود والترمذي .
-----------------------------------------------------
معاني الكلمات :
وعظنا : الموعظة التذكير المقرون بالتخويف .
وجلت : خافت .
وذرفت : سالت .
بالنواجذ : أقصى الأضراس .

الفوائد :
1- مشروعيـــة الموعظـــة . والموعظة فيها مباحث :
أولاً : مشروعيتها .
لقوله تعالى  وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً  .
وقوله تعالى  ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظــة الحسنــة  .
ولحديث الباب ( وعظنا رسول الله  ) .
وعن جابر قال ( شهدت مع رسول الله  العيد ، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة ، ثم قام متوكئاً على بلال ، فأمر بتقوى الله ، وأمر بطاعته ، ووعظ الناس وذكرهــم ) متفق عليه .
ثانياً : أن لا يديم الموعظة بل يتخولهم .
عن ابن مسعود قال ( كان النبي  يتخولنا بالموعظــة في الأيام مخافة السآمة علينا ) رواه البخاري .
يتخولنا : يتعاهدنا .
والمعنى : كان يراعي الأوقات في تذكيرنا ، ولا يفعل ذلك كل يوم لئلا نمل .
ثالثاً : أن لا يطيل في الموعظة .
قال  ( إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه ) رواه مسلم .
وعند أبي داود ( كان رسول الله  لا يطيل الموعظــة يوم الجمعة ، إنما هي كلمات يسيرات ) .
مئنة : دليل وعلامة .
رابعاً : أن تكون بليغــة .
لقوله في الحديث ( وعظنا موعظة بليغــة .. ) .
قال ابن رجب : ” والبلاغة هي التوصل إلى إفهام المعاني المقصودة ، واتصالها إلى قلوب السامعين بأحسن صورة من الألفاظ الدالة عليها وأفصحها وأحلاها للأسماع وأوقعها في القلوب “ .
2- أن من صفات المؤمنين عند سماع المواعظ ، البكاء والخوف .
قال ابن رجب رحمه الله : ” هذان الوصفان بهما مدح الله المؤمنين عند سماع الذكر “ .
كما قال تعالى  إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهــم وإذا تليت عليهم آياتــه زادتهم إيماناً  .
وقال سبحانه  ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق  .
وقال تعالى  الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهــم وقلوبهم إلى ذكر الله  .
وقال تعالى  وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرســــــول ترى أعينهــم تفيض من الدمــع مما عرفـــوا من الحق  .
3- فضل البكاء من خشية الله . وللبكاء من خشية الله فضائل :
أولاً : سبب للنجاة من النار .
قال  ( لن يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ) رواه الترمذي .
وقال  ( عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله ) رواه الترمذي .
ثانياً : البكاء مع الذكر سبب لإظلال الله للعبد .
قال  ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : .. ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ) متفق عليه .
ثالثاً : أن البكاء من خشية الله سمة من سمات الصحابة .
كما في حديث الباب .
ولحديث أنس قال : قال رسول الله  ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ، قال : فغطى أصحاب رسول الله  وجوههم ولهم خنين ) متفق عليه .
أمثلة على بكاء الصحابة :
ثبت في ترجمة عمر بن الخطاب أنه كان في وجهه خطان أسودان .
وكان عثمان إذا وقف على قبر يبكي حتى تبتل لحيته من البكاء .
ثبت عن ابن عمر أنه ما قرأ قول الله  ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله  إلا بكى حتى يغلبـــه البكاء
فائدة .
قال أبو سليمان الداراني : ” لكل شيء علم ، وعلم الخذلان ترك البكاء من خشية الله “ .
4- تأثر الصحابة بالموعظة وشدة خوفهم من الله .
5- أن وصية المودع غالباً تكون أبلــغ .
قال ابن رجب رحمه الله : ” فإن المودِّع يستقصي ما لم يستقص غيره في القول والفعل ، ولذلك أمر النبي  أن يصلي صلاة مودع ، لأنه من استشعر أنه مودِع بصلاته أتقنها على أكمل وجوهها “ .
6- أن أهم وصية يوصي بها الإنسان هي تقوى الله ، لأنه هي سبب سعادة الدنيا والآخرة .
والتقوى هي وصية الله للأولين والآخرين كما قال تعالى  ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله  .
وقال  لمعاذ ( اتق الله حيثما كنت ) . [ وقد سبقت فضائل التقوى في حديث : 18 ] .
7- وجوب السمع والطاعة لولي الأمر ما لم يأمروا بمعصية ، وهذا واجب بالكتاب والسنة والإجماع .
قال تعالى  يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم  .
وقال  ( من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ، ومن عصا أميري فقد عصاني ) رواه البخاري .
وعن أبي ذر قال ( إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبداً حبشياً مجدع الأطراف ) متفق عليه .
وفي الصحيحين قال  ( على المرء المسلم السمع والطاعــة فيما أحب وكره ، إلا أن يؤمر بمعصيــة ، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعــة ) .
وقال  ( من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر ، فإنه من فارق الجماعــة شبراً فمات ، فميتــة جاهليــة ) .
قال شارح الطحاوية : ” أما لزوم طاعتهم وإن جاروا ، فلأنــه يترتب على الخروج عن طاعتهم من المفاســـد أضعاف ما يحصل من جورهــم ، بل في الصبر على جورهم تكفير السيئات ، ومضاعفة الأجور ، فإن الله تعالى ما سلطهــم علينا إلا لفساد أعمالنا ، والجزاء من جنس العمل “ .
وقال ابن رجب : ” وأما الســمع والطاعة لولاة أمور المسلمين ، ففيها سعادة الدنيا ، وبها تنتظــم مصالح العباد في معاشهم ، وبها يستعينون على إظهار دينهم وطاعة ربهم “ .
8- معجزة للنبي  حيث وقع ما أخبر به من الاختلاف والفرقــة .
وهذا مصداق لقوله  ( ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ) رواه أبو داود .
9- العلاج عند الاختلاف ، وهو التمسك بالسنـة لقوله ( فعليكم بسنتي ) .
10- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” أنه يجب على الإنسان أن يتعلــم سنة النبي  ، وجه ذلك : أنه لا يمكن لزومها إلا بعد علمها وإلا فلا يمكن “ .
11- أن للخلفاء الراشدين سنة متبعــة .
لقوله ( وسنة الخلفاء الراشدين ) .
ولقوله  أيضاً ( اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر ) رواه الترمذي .
والخلفاء الراشدون الذين أمرنا بالاقتداء بهم هم : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي .
قال ابن رجب : ” وإنما وصف الخلفاء بالراشدين لأنهم عرفوا الحق وقضــــوا به “ .
12- التحذير من البدع . ( وقد سبق ما يتعلق بالبدع في الحديث رقم : 5 ) .
13- أن جميع البدع ضلالة .
قال ابن رجب رحمه الله : ” هذا من جوامع الكلم ، لا يخرج عنه شيء ، وهو أصل عظيم من أصول الدين ، وهو شبيه بقوله  ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ، فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة والدين برىء منه ، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات ، أو الأعمال ، أو الأقوال الظاهرة والباطنة “ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:29 pm

الحديث التاسع والعشرون
عن معاذ بن جبل قال ( قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار ، قال : لقد سألت عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه ، تعبد الله لا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت ، ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جنــة ، والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا  تتجافى جنوبهم عن المضاجع .. حتى بلغ .. يعملون  ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ، ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، فأخذ بلسانه وقال : كف عليك هذا ، قلت : يا نبي الله ! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناسَ في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهــم ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
-----------------------------------------------------
معاني الكلمات :
جنة : وقاية .
جوف الليل : وسطه .
تتجافى : تبتعد .
يكب : يلقى .

الفوائد :
1- شدة اهتمام معاذ بالأعمــال الصالحــة .
2- أن الأعمــال سبب لدخول الجنة ، كما قال تعالى  وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون  .
لكن ما الجواب عن قوله  ( لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله ) ؟
الجواب : قيل : النجاة من النار بعفو الله ، ودخول الجنة برحمتــه ، واقتسام المنازل والدرجات بالأعمال .
3- حرص الصحابة على السؤال عما يفيدهم وينفعهــم . وهذا من علو همتهم ورفعتهم .
وهناك أمثلة كثيرة تدل على حرص الصحابة على السؤال الذي ينتفعون به :
فقد سأله صحابي : أي الإسلام خير ؟
وسأله آخر : أي العمل أفضل ؟
وسأله آخر : أي العمل أحب إلى الله ؟
وسأله آخر : أي الصلاة أفضل ؟
وقال له آخر : علمني دعاء أدعو به في صلاتي ؟
وكانوا يسألون ليستفيدوا ويطبقــوا ويعملوا ، بخلاف كثير من الناس في هذه الأزمان .
4- أن أعظم ما يسأل عنه هو أسباب دخول الجنة ، وأسباب الابتعاد عن النار ، لأن من دخل الجنــة ونجا من النار فقد فاز الفوز العظيم .
قال تعالى  فمن زحزح عن النار وأدخل الجنــة فقد فاز  .
وقد قال تعالى في صفات عباد الرحمن  والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً  .
وكان أكثر دعاء النبي  ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) .
وكان  يدعو ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ) .
5- أن هذا السؤال يعتبر سؤال عظيم .
قال ابن رجب رحمه الله : ” وذلك لأن دخول الجنــة والنجاة من النار أمر عظيم جداً ، ولأجله أنزل الله الكتب وأرسل الرسل ، وقال النبي  لرجل : كيف تقول إذا صليت ؟ قال : أسأل الله الجنــة ، وأعوذ به من النار ، ولا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ ، فقال النبي  : حولها ندندن “ .
6- أن التوفيق كله بيد الله ، فمن يسر الله عليه الهدايــة اهتدى ، ومن لم ييسر عليه لم ييسر له .
قال تعالى  فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى . وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى  .
7- أنه ينبغي للإنسان أن يسأل الله أن ييســر له العمل الصالح .
وقد أخبر الله عن نبيه موسى أنه قال  رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري  .
وأن يجتهد في تحصيل أسباب الهداية ، ومن اجتهد فقد وعد الله له بالهداية كما قال تعالى  والذين جاهدوا فينا لنهدينهــم سبلنا  .
قال ابن القيم : ” علق سبحانه الهداية بالجهاد ، فأكمل الناس هداية أعظمهم جهاداً ، وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوى ، وجهاد الشيطان ، وجهاد الدنيا “ .
8- أن أول الواجبات وأعظمهـا هو عبادة الله تعالى .
كما قال تعالى  يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم  .
وقال تعالى  وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون  .
وقال تعالى  ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغــوت  .
وقال  ( وحق الله على العباد : أن يعبدوه ولا يشركـــوا به شيئاً ) .
9- أن أعظم الذنوب ، وأكبر الكبائر الشرك .
مباحث الشرك :
أولاُ : تعريفه : هو تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله . ( وهذا هو الشرك الأكبر ) .
وهو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله ، كدعاء غير الله والتقرب بالذبائح والنذور لغير الله من القبور والجن والشياطين ، والخوف من الموتى أو الجن أو الشياطين أن يضروه أو يمرضوه .
ثانياً : هو أعظم الظلم .
قال تعالى  إن الشرك لظلم عظيم  .
والظلم وضع الشيء في غير موضعه ، فمن عبد غير الله فقد وضع العبادة في غير موضعها وصرفها لغير مستحقها وذلك أعظم الظلم .
ثالثاً : أنه محبط للعمل .
قال تعالى  ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملــــون  .
رابعاً : لا يغفر الله لصاحبه إذا مات عليه .
قال تعالى  إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء  .
خامساً : أن الجنة حرام على المشرك .
قال تعالى  إنه من يشرك فقد حرم الله عليه الجنــة ومأواه النار  .
10- أن القيام بأركان الدين سبب لدخــول الجنــة ( وقد سبق الكلام على أركان الإسلام في حديث رقم : 3 ) .
11- ينبغي للمسلم أن يحرص على معرفة أبواب الخير لكي يكثر منها .
قال ابن رجب رحمه الله : ” لما رتب دخول الجنة على واجبات الإسلام دله بعد ذلك على أبواب الخير من النوافــل ، فإن أفضل أولياء المقربين الذين يتقربون إليه بالنوافــل بعد أداء الفرائض“ .
12- فضل الصوم وأنه سبب للنجــاة من النار . وللصوم فضائل :
أولاً : من أسباب النجاة من النار .
كما في حديث الباب .
وقال  ( الصيام جــنــة ) متفق عليه ، وللنسائي ( جنة من النار ) .
وفي رواية للنسائي ( الصيام جنة كجنة أحدكم من القتال ) .
ولأحمد ( جنة وحصن حصين من النار ) . والجنة : بضم الجيم الوقاية والستر .
وقال  ( من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً ) متفق عليه .
ثانياً : الصيام طريق إلى الجنة .
عن أبي أمامة . قال ( قلت : يا رسول الله ! دلني على عمل أدخل به الجنة ؟ قال : عليك بالصوم فإنه لا مثل له ) رواه النسائي .
ثالثاً : الصوم فضله عظيم اختص الله به .
عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله  ( قال الله تعالى : كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجـــزي به ) متفق عليه .
اختلف ما المراد بقوله ( إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) مع أن الأعمال كلها له وهو الذي يجزي بها ؟
فقيل : إن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره ، وقيل : وأنا أجزي به ، أي أتفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته .
رابعاً : الصوم يشفع لصاحبه .
عن عبد الله بن عمرو . قال : قال رسول الله  ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب ، منعتــه الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ) رواه أحمد .
13- فضل الصدقة وأنها سبب لمحو الخطايا ( وقد سبقت فضائل الصدقة في حديث رقم : 23 )
14- فضل صلاة الليل وأنها تطفىء الخطيئة كالصدقة . ولقيام الليل فضائل :
أولاً : أن الله مدح أهله .
قال تعالى  تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً  .
ثانياً : أنه أفضل الصلاة بعد الفريضة .
قال  ( أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) رواه مسلم .
ثالثاً : من علامات المتقين .
قال تعالى  إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين . كانوا قليلاً من الليل ما يهجعـــون . وبالأسحــار هم يستغفرون  .
رابعاً : من أسباب دخول الجنة .
قال  ( أيها الناس ! أطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنــة بســلام ) رواه الترمذي .
خامساً : أنه شرف للمؤمن .
قال  ( جاءني جبريل ! فقال يا محمد ! اعمل ما شئت فإنك مجزي به ، ... واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل ، وعزه استغناؤه عن الناس ) رواه الطبراني .
سادساً : لهم غرف في الجنة .
قال  ( إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، أعدها الله لمن أطعم الطعام ، وأفشى السلام ، وصلى بالليل والناس نيام ) رواه أبو داود .
من أقوال السلف :
قال محمد بن المنكدر : ” ما بقي من لذات الدنيا إلا ثلاث : قيام الليل ، ولقاء الإخوان ، والصلاة في جماعــة “ .
وقال الحسن : ” ما نعلم عملاً أشد من مكابدة الليل ونفقة هذا المال ، وإن الرجل ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل “ .
وقال الفضيل بن عياض : ” إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم وقد كثرت خطيئتك “ .
وقال أبو سليمان الداراني : ” أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهــو في لهوهم ، ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا “ .
15- أن رأس الأمر الإسلام ، قال ابن رجب رحمه الله :
” فأما رأس الأمر ، فيعني بـ[ الأمر ] الدين الذي بعث به ، وهو الإسلام ، وقد جاء تفسيره في رواية أخرى بالشهادتين ، فمن لم يُقِرُّ بهمــا باطناً وظاهراً فليس من الإسلام في شيء “ .
16- أهمية الصلاة في الإسلام وأنها عموده . كما يقوم الفسطاط على عموده .
17- أهمية الجهاد في سبيل الله ، فهو ذروة سنام الإسلام ، وهو أعلى ما فيه وأرفعــه ، لأن فيه إعلاء لكلمــة الله .
وللجهاد في سبيل الله فضائل :
أولاً : أنه ذروة سنام الإسلام .
لحديث الباب .
ثانياً : أن الروحة أو الغدوة في سبيل الله خير من الدنيا .
قال  ( لغدوة في سبيل الله أو روحــة خير من الدنيا وما فيها ) متفق عليه .
ومعنى الحديث : أن هذا القدر من الثواب خير من الثواب الذي يحصل لمن لو حصلت له الدنيا كلها لأنفقها في طاعة الله .
ثالثاً : أنه من أفضل الأعمال .
عن أبي ذر . قال ( قلت يا رسول الله ! أي العمل أفضل ؟ قال : الإيمان بالله ، والجهاد في سبيل الله ) متفق عليه .
رابعاً : أن المجاهد أفضل الناس .
عن أبي سعيد قال ( أتى رجل رسول الله  فقال : أي الناس أفضل ؟ قال : مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله ) متفق عليه .
خامساً : الجهاد لا يعدله شيء .
عن أبي هريرة . قال ( قيل يا رسول الله ، ما يعدل الجهاد في سبيل الله ؟ قال : لا تستطيعونه ، فأعادوا مرتين أو ثلاثاً ، كل ذلك يقول : لا تستطيعونه ، ثم قال : مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم ، القانت بآيات الله ، لا يفتر من صيام ولا صلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله ) متفق عليه .
سادساً : للمجاهدين مائة درجة في الجنة .
قال  ( إن في الجنة مائة درجــة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ) رواه البخاري .
سابعاً : الجهاد سبب للنجاة من النار .
قال  ( ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار ) رواه البخاري .
قال الحافظ ابن حجر : ” وفي ذلك إشارة إلى عظم قدر التصرف في سبيل الله ، فإذا كان مجرد مس الغبار للقدم يحرم عليها النار فكيف بمن سعى وبذل جهده واستنفذ وسعه ؟ “ .
ثامناً : من أسباب دخول الجنة .
قال تعالى  إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن  .
تاسعاً : المجاهد يكون الله في عونه .
قال  ( ثلاثة حق على الله عونهم : المجاهد في ســبيل الله ، والمكاتب الذي يـريد الأداء ، والناكح الذي يريد العفاف ) رواه أحمد .
عاشراً : الجهاد سبب لمغفرة الذنوب .
قال تعالى  يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم . تؤمنون بالله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلك خير لكم إن كنتم تعلمون . يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن  .
18- أن حفظ اللسان وضبطــه أصل لكل خير ، وأن من ملك لسانه فقد ملك أمره وأحكمه وأضبطــه .
قال ابن رجب رحمه الله : ” والمراد بحصائد الألسنــة جزاء الكلام المحرم وعقوباتــه ، فإن الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات ، ثم يحصد يوم القيامة ما زرع ، فمن زرع خيراً من قول أو عمل حصد الكرامــة ، ومن زرع شراً من قول أو عمل حصد غداً الندامة “ .
فاللسان إن تكلم به الكلام المحرم من الغيبة أو النميمة أو السب أو الشتم فإن ذلك من أسباب دخول النار ، ويدل لذلك :
حديث الباب ( وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم ) .
وقوله  ( من وقاه الله شر ما بين لحييه ، وشر ما بين رجليه دخل الجنة ) رواه الترمذي .
وقوله  ( إن العبد ليتكلم بالكلمــة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوي بها في نار جهنــم ) رواه البخار ي .
وفي رواية ( إن العبد ليتكلم بالكلمــة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب ) متفق عليه .
من أقوال السلف في حفظ اللسان :
قال يونس بن عبيد : ” خصلتان إذا صلحتا من العبد صلح ما سواهما : صلاته ولسانه “ .
وقال الحسن بن صالح : ” فتشت الورع ، فلم أجده في شيء أقل من اللســـان “ .
وقال الحسن : ” اللسان أمير البدن ، فإذا جنى على الأعضاء شيئاً جنت ، وإذا عفا عفت “ .
وقال عمرو بن العاص : ” الكلام كالدواء ، إن أقللت منه نفع ، وإن أكثرت منه قتل “ .
وقيل : الكلمة أسيرة في وثاق الرجل ، فإذا تكلم بها صار في وثاقها .
قال الشاعر :
احفظ لسانك أيها الإنسان لا يلدغنك إنــه ثعبـــان .
كم في المقابر من قتيلِ لسانه كانت تهاب لقاءه الشجعــان .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:31 pm

الحديث الثلاثـــون
عن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشر . عن رسول الله  قال ( إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحد حدوداً فلا تعتدوها ، وحرم أشياء فلا تنتهــكوهــا ، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثـــوا عنها ) حديث حسن رواه الدارقطني وغيره .
-----------------------------------------------------
معاني الكلمات :
فرض فرائض : أي أوجبها على عباده .
فلا تضيعوها : أي فلا تتركوها أو تتهاونوا بها .
وحد حدوداً : الحد لغة المنع ، واصطلاحاً : عقوبة مقدرة شرعاً تزجر وتمنع من المعصية .
فلا تنتهكوها : فلا تفعلوهــا .

الفوائد :
1- الحديث قسم الأحكام إلى أربعــة أقسام :
القسم الأول : الفرائض .
( كالصلاة ، والصيام ، والزكاة ، وجميع الواجبات التي أمر الله بها ) .
- وهذه يجب المحافظة عليها .
- والفرض تعريفه : ما ذم تاركــه شرعاً .
- وحكمه : يثاب فاعله امتثالاً ويعاقب تاركـــه .
- والفرض والواجب بمعنى واحد عند كثير من العلماء .
- وله صيغ :
منها : فعل الأمر ، كقوله تعالى  وأقيموا الصلاة وآتــوا الزكاة  .
ومنها : الفعل المضارع المجزوم بلام الأمر ، كقوله تعالى  وليطوفوا بالبيت العتيق  .
ومنها : التصريح من الشارع بلفظ الأمر ، كقوله تعالى  إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها  .
ومنها : التصريح بلفظ الإيجاب أو الفرض أو الكتب ، كقوله تعالى  فريضة من الله  وقوله  كتب عليكم الصيام  .
- والفرض ينقسم إلى قسمين : فرض عين – وفرض كفاية .
الفرض العيني : وهو ما يتحتــم أداؤه على كل مكلف بعينـــه .
والفرض الكفائي : وهو ما يتحتم أداؤه على جماعة من المكلفين ، لا من كل فرد منهم ، بحيث إذا قام به بعض المكلفين فقد أدِيَ الواجب ، وسقط الإثم والحرج عن الباقين .
- فرض العين أفضل من فرض الكفايــة .
لأن فرض العين مفروض حقاً للنفس ، فهو أهم عندها من فرض الكفاية وأكثر مشقة ، بخلاف فرض الكفاية فإنه مفروض حقاً للكفاية ، والأمر إذا عمّ خف ، وإذا خص ثقل .
- الفرض أفضل من النفل .
لقوله  ( قال تعالى : وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضتــه عليه ) رواه البخاري


القسم الثاني : الحدود التي حَدَّها الشرع .
- كحد الزنا وحد السرقــة وحد شرب الخمر ، فهذه يجب الوقوف عندها بلا زيادة ولا نقصان .
- الحكمة من هذه الحدود : المنع والزجـــر عن الوقوع في المعاصي ، وتمنع المعاودة في مثل ذلك الذنب وتمنع غيره أن يسلك مسلكــه .
- وإقامة حدود الله في الأرض فيه خير عظيم .
قال  ( حد يقام في أرض الله خير من أن تمطروا أربعين عاماً ) رواه ابن ماجه .
- يحرم الشفاعة لإسقاطها .
قال  لأسامة بن زيد حين كلمه في المرأة المخزوميـة التي سرقت ( أتشفع في حد من حدود الله ، وأيم الله ! لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) متفق عليه .
القسم الثالث : المحرمات التي حرمها الشارع .
- فهذه يحرم فعلها .
( كالشرك ، والقتل بغير الحق ، وشرب الخمر ، والزنا ، وغيرها مما حرمها الشرع ) .
- تعريف المحرم : لغة : الممنوع ، واصطلاحاً : ما ذم فاعله شرعاً .
- وحكمه : يثاب تاركه امتثالاً ، ويعاقب فاعله .
- وله صيغ يأتي بهــا :
منها : لفظ التحريم ومشتقاتها ، كقوله تعالى  حرمت عليكم الميتـة  .
ومنها : صيغ النهي المطلق ، كقوله تعالى  ولا تقربـــوا الزنى  .
ومنها : التصريح بعدم الحل ، كقوله  ( لا يحل دم امرىء ... ) .
ومنها : أن يرتب الشارع على فعل شيء عقوبة ، كقوله تعالى  والسارق والسارقة فاقطعــوا أيديهمـا ...  .
- يجب ترك المحرمات والمنهيات كلها .
قال  ( ما نهيتكــم عنه فانتهــوا ) متفق عليه .
القسم الرابع : المسكــوت عنه .
وهذا حكمه : حلال .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” لكن هذا في غير العبادات ، أما في العبادات فقد حرم الله أن يشرع أحد من الناس عبادة لم يأذن بها الله “ .
وجه الدلالة من الحديث على أن ما سكت عنه فهو عفو :
أنه  بين أن ما سكت الله عنه بعد الشرع إنما هو مباح رحمة بنا وتخفيفاً عنا ، فلا نبحث عن السؤال عنه ، وهذا دليل على إباحته .
ومعنى كون السكوت رحمة ، لأنها لم تحرم فيعاقب على فعلها ، ولم تجب فيعاقب على تركها ، بل هي عفو لا حرج في فعلها ولا في تركها .
- لا ينبغي البحث والسؤال عما سكت عنه .
لأنه على الأصل ، ولذلك كان النبي  يكره السؤال وينهى عنه خوفاً أن يفرض على الأمة ، وإنما نهى عن كثرة السؤال خشية أن يرد تكاليف بسبب السؤال قد يشق على بعض الناس امتثالها والإتيان بها .
2- انتفاء النسيان عن الله تعالى .
قال تعالى  لا يضل ربي ولا ينسى  .
وقال تعالى  وما كان ربك نسياً  .
وأما قوله تعالى  نسوا الله فنسيهــم  فالمراد : هنا الترك ، أي تركوا الله فتركهــم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:32 pm

الحديث الحادي والثلاثون .
عن أبي العباس – سهل بن سعد الساعدي – قال ( جاء رجل إلى النبي  فقال : يا رسول الله ، دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس ، فقال : ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس ) رواه ابن ماجه .
-----------------------------------------------------
معاني الكلمات :
دلني : أرشدني
ازهد : الزهد ترك ما لا ينفـــع في الآخــــرة .
الدنيا : سميت بذلك لدناءتها ، أو لدنوها قبل الآخرة .

الفوائد :
1- علو همة الصحابة ، حيث كانوا يسألون عن الأمور العظيمـة التي تقربهم إلى الله .
2- فضل الزهد في الدنيا ، وقد كثر في القرآن مدح الزهد في الدنيا وذم الرغبة فيها .
- فأخبر سبحانه أنها متاع قليل .
فقال تعالى  وما الحياة الدنيا إلا متاع  .
وقال سبحانه  قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً  .
قال القرطبي : ” متاع الدنيا منفعتها والاستمتاع بلذاتها ، وسماه قليلاً لأنه لا بقاء له “ .
- وتوعد سبحانه لمن رضي بالدنيا واطمأن بها وغفل عن آياته .
فقال تعالى  إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضــوا بالحياة الدنيا واطمأنــوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون . أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون  .
- وعير سبحانه من رضي بالدنيا من المؤمنين .
فقال سبحانه  يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخــرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل  .
- وأخبر سبحانه عن خسة الدنيا وزهد فيها ودعا إلى دار السلام .
فقال تعالى  إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون . والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم  .
وأخبر سبحانه أن الدنيا زائلة والآخرة خير وأبقى .
فقال تعالى  بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى  .
قال ابن كثير : ” أي تقدمونها على أمر الآخرة وتبدونها على ما فيه نفعكم وصلاحكم في معاشكم ومعادكم “ .
وقال  ( إن الدنيا حلوة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا ) رواه مسلم .
وقال  ( ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها ) رواه الترمذي .
وقال  ( لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء ) رواه الترمذي .
من أقوال السلف :
قال علي : ” من زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات “ .
وقال الحسن : ” الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن “ .
وقال جندب بن عبد الله : ” حب الدنيا رأس كل خطيئة “ .
وقال الحسن : ” من أحب الدنيا وسرته ، خرج حب الآخرة من قلبه “ .
وقال عمرو بن العاص : ” ما أبعد هديكم من هـدي نبيكم  ، إنه كان أزهـد الناس في الدنيا ، وأنتم أرغب الناس فيها “ .
وقال ابن مسعود : ” من أراد الآخرة أضر بالدنيا ، ومن أراد الدنيا أضر بالآخرة ، يا قوم فأضروا بالفاني للباقي “ .
وعنه قال : ” أنتم أطـول صـلاة وأكثر اجتهاداً من أصحاب رسول الله  وهم كانوا أفضل منكم ؟ قيل له : بأي شيء ؟ قال : إنهم كانوا أزهـــد في الدنيا وأرغب في الآخرة منكم “ .
قال ابن رجب رحمه الله : ” وليس الذم راجعاً إلى مكان الدنيا الذي هو الأرض التي جعلها الله لبني آدم مهاداً وسكناً ، ولا إلى ما أودعــه الله فيها من الجبال والبحار والأنهار والمعادن ، ولا إلى ما أنبتـــه فيها من الشجر والزرع ، فإن ذلك كله من نعمــة الله على عباده بما لهم فيه من المنافع ، ولهم به من الاعتبار والاستدلال على وحدانية صانعه وقدرته وعظمته ، وإنما الذم راجع إلى أفعال بني آدم الواقعــة في الدنيا ، لأن غالبها واقع على غير الوجه الذي تُحمد عاقبتـــه ، بل يقع على ما تضر عاقبته ، أو لا تنفـــع “ .
3- أن من أسباب محبة الله الزهــد في الدنيا ، لأن الإنسان لا يزهد في الدنيا حقيقة إلا من أيقـــن بالجنــة .
وقد ذكر العلماء أموراً تعين على الزهد في الدنيا :
أولاً : النظر في الدنيا وسرعة زوالها وفنائها واضمحلالها ونقصها وخستها .
ثانياً : النظر في الآخرة ، وإقبالها ومجيئها ولا بد ، ودوامها وبقائها ، وشرف ما فيها من الخيرات والمسرات .
ثالثاً : أن ذلك سبب لراحة البدن والقلب .
كما قال الحسن : ” الزهد في الدنيا يريح البدن والقلب “ .
4- فضل الاستغناء عما في أيدي الناس ، لأن النبي  جعله سبباً لمحبة الناس لك .
لأنهم منهمكون على محبتها بالطبع ، فمن زاحمهم عليها أبغضوه ، ومن زهد فيها وتركها لهم أحبوه .
وقد جاء في حديث سهل بن سعد مرفوعاً ( شرف المؤمن قيامه بالليل ، وعزه استغناؤه عن الناس ) رواه الطبراني وحسنه الألباني .
وقال الحسن : ” لا تزال كريماً على الناس ، أو لا يزال الناس يكرمونك ما لم تعاط ما في أيديهــم ، فإذا فعلت ذلك استخفوا بك ، وكرهوا حديثك وأبغضوك “ .
وقال أيوب السختياني : ” لا ينبــل الرجل حتى يكون فيه خصلتان : العفة عما في أيدي الناس ، والتجاوز عما يكون منهــم “ .
وكان عمر يقول في خطبته : ” إن الطمع فقر ، وإن اليأس غنى ، وإن الإنسان إذا أيس من الشيء استغنى عنه “ .
وقال أعرابي لأهل البصرة ، ” من سيد أهل هذه القريــة ؟ قالوا : الحسن ، قال : بما سادهم ؟ قالوا : احتاج الناس إلى علمـــه ، واستغنى هو عن دنياهــم “ .
قال ابن رجب رحمه الله : ” وقد تكاثرت الأحاديث عن النبي  بالأمر بالاستعفاف عن مسألة الناس والاستغناء عنهم ، فمن سأل الناس ما بأيديهــم ، كرهوه وأبغضــوه ، لأن المال محبوب لنفوس بني آدم ، فمن طلب منهم ما يحبونـــه ، كرهوه لذلك “ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:33 pm

الحديث الثاني والثلاثون
عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري . أن رسول الله  قال ( لا ضرر ولا ضرار ) حديث حسن رواه ابن ماجه والدارقطني وغيرهما مسنداً ، ورواه مالك في الموطأ عن عمرو بن يحيي عن أبيه ، عن النبي  مرسلاً ، فأسقط أبا سعيد ، وله طرق يقوي بعضها بعضاً .
-----------------------------------------------------
معاني الكلمات :
لا ضرر : الضرر ضد النفع ، أي لا يضر الرجل أخاه ابتداء .
ولا ضرار : الضرار هو أن يضر بالغير .

الفوائد :
1- تحريم إلحاق الضرر بالغير ، وهو ينقسم إلى قسمين :
القسم الأول : أن يكون الغرض من ذلك الضرر .
فهذا لا ريب في قبحـــه وتحريمــــه ، وقد ورد في القرآن النهي عن المضارة في مواضـــع :
منها : في الوصية .
قال تعالى  من بعد وصية يوصي بها أو دين غير مضار  .
والإضرار في الوصية تارة يكون بأن يخص بعض الورثــة بزيادة على فرضه الذي فرضه الله ، فيتضرر بقية الورثــة بتخصيصه .
وتارة بأن يوصي لأجنبي بزيادة على الثلث فينقص حقوق الورثـــة .
ومتى وصى لوارث أو لأجنبي بزيادة على الثلث لم ينفذ ما وصى به إلا بإجازة الورثــة .
ومنها : الرجعة في النكاح .
قال تعالى  فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهــن بمعروف .  ولا تمسكوهــن ضراراً لتعتدوا  .  ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه  .  وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحاً  .
فدل ذلك على أن من كان قصده بالرجعــة المضارة فإنه آثم بذلك ، وهذا كما كانوا في أول الإسلام قبل حصر الطلاق في ثلاث : يطلق الرجل امرأتـــه ثم يتركها حتى يقارب انقضاء عدتها ثم يراجعها ثم يطلقها ، ويفعل ذلك أبداً بغير نهايـــة ، فيدع امرأته لا مطلقــة ولا ممسكـــة ، فأبطل الله ذلك وحصر الطلاق في ثلاث مرات .
القسم الثاني : أن يكون الضرر من غير قصد . كأن يتصرف في ملكـه بما يتعدى ضرره إلى غيره ، وهذا على نوعين :
النوع الأول : أن يتصرف على وجه غير معتاد ولا مألـــــوف ، فلا يسمح له به .
كأن يؤجج ناراً في أرضه في يوم عاصف ، فيحترق ما يليه .
النوع الثاني : أن يتصرف على الوجه المعتاد ، وهذه تختلف وجهات نظر العلماء .
2- يدخل في عموم قوله  ( لا ضرر ) أن الله لم يكلف عباده فعل ما يضرهــم البتة ، فإن ما يأمرهــم به هو عين صلاح دينهم ودنياهم ، وما نهاهم عنه هو عين فساد دينهم ودنياهم ، لكنه لم يأمر عباده بشيء هو ضار لهم في أبدانهم أيضاً .
ولهذا أسقط الطهارة بالماء عن المريض ، وقال  ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج  .
وأسقط الصيام عن المريض والمسافر ، وقال  يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر  .
وأسقط اجتناب محظورات الإحرام كالحلق ونحوه عمن كان مريضاً أو به أذى من رأسه وأمر بالفديــة .
3- الحذر من ظلم الغير .
4- الدين حمايــة للنفس والمال .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:35 pm

الحديث الثالث والثلاثــون
عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله  قال ( لو يعطى الناس بدعواهــم لادعى رجال أموال قوم ودماءهم ، لكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر ) حديث حسن ، رواه البيهقي وغيره وبعضه في الصحيحين .
-----------------------------------------------------
معاني الكلمات :
لو يعطى الناس : ما ادعوا أنه حقهم وطالبوا به .
بدعواهم : أي بمجرد قولهم وطلبهــم دون ما يثبت ذلك .
لادعى رجال : أي لاستباح وتجرأ بعض الناس دماء غيرهم وأموالهم .
البينة : كل ما يبين الحق من الشهود وغيرهم .

الفوائد :
1- حرص الإسلام على حفظ الحقوق .
2- قال الشيخ السعدي رحمه الله : ” هذا الحديث عظيم القدر ، وهو أصل من أصول القضايا والأحكام ، فإن القضاء بين الناس إنما يكون عند التنازع ، هذا يدعي على هذا حقاً من الحقوق ، فينكره ، وهذا يدعي براءته من الحق الذي كان ثابتاً عليه ، فبين  أصلاً بفض نزاعهم ، ويتضح به المحق من المبطل ، فمن ادعى عيناً من الأعيان ، أو ديناً ، أو حقاً من الحقوق وتوابعها على غيره ، وأنكره ذلك الغير ، فالأصل مع المنكر .
فهــذا المدعي إن أتى ببينــة تثبت ذلك الحق ، ثبت له ، وحُكمَ له به ، وإن لم يأت ببينـــة ، فليس له على الآخــر إلا اليمين “ .
3- أن البينــة على المدعي ، أي يقيم المطالب الدليل على صدقه ويُظهر الحجة ، ومن البينة الشهود ، الذين يشهدون على صدقه .
ويشترط في الشهود :
البلوغ – والعقل – والكلام – والإسلام – والعدالة .
ويكون في الزنا : أربعــة رجال ولا يقبل فيها النساء .
وفي النكاح والطلاق والرجعــة وبقية الحدود : اثنان .
وفي الأموال وما يقصد به المال كالبيع والأجل : رجلان أو رجل وامرأتان .
الرضاع والولادة والبكارة ، ومثل هذه الأمور التي لا يطلع عليها الرجال ، تقبل شهادة امرأة واحــدة .
والحكمة في كون البينــة على المدعي :
لأنه يدعي أمراً خفياً بحاجــة إلى إظهــار ، والبينــة دليل قوي لإظهــار ذلك .
4- أنه إذا لم يجد المدعي بينــة ولا شهوداً ، فإن القاضي يطلب من المدعَى عليه أن يحلف أن ما ادعاه عليه المدعي غير صحيح ويكون الحكم له بيمينه .
ويجب الحذر من الأيمان الكاذبة ، فقد جاء الوعيد في ذلك :
قال  ( من اقتطع حق امرىء مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة ، قيل : يا رسول الله وإن كان شيئاً يسيراً ، قال : وإن كان قضيباً من أراك ) متفق عليه .
5- بين  في هذا الحديث الحكم ، وبين الحكمــة في هذه الشريعــة الكلية ، وأنها عين صلاح العباد في دينهم ودنياهم ، وأنه لو يعطى الناس بدعواهــم لكثر الشر والفساد ، ولادعى رجال دماء قوم وأموالهــم .
6- البدء بالمدعي في الحكم .
7- أن الشريعــة جاءت لحماية أموال الناس ودماءهم .
8- حب النفوس للمال .
9- يجب على القاضي أن يحكم بالعدل .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Emptyالأحد يونيو 20, 2010 2:42 pm


الحديث الرابع والثلاثون
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه . قال : سمعت رسول الله  يقول ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .
-----------------------------------------------------
معاني الكلمات :
منكراً : كل ما نهى عنه الله ورسوله .
فليغيره : فليزله .

الفوائد :
1- الأمر بتغيير المنكــر .
وقد اختلف العلماء في حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على قولين :
القول الأول : أنه واجب .
لحديث الباب ( فليغيره .. ) وهذا أمر ، والأمر يدل على الوجوب .
القول الثاني : أنه فرض كفاية .
وهذا مذهب أكثر العلماء .
لقوله تعالى  ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحــون  .
قالوا : إن [ من ] في قوله ( منكم ) للتبعيض .
قال ابن قدامة : ” في هذه الآية بيان أنه فرض على الكفاية لا فرض عين ، لأنه قال [ ولتكن منكم ] ولم يقل كونـــــوا كلكم آمرين بالمعروف “ .
وهذا القول هو الصحيح .
لكن هناك أحوال يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عين :
أولاً : التعيين من قبل السلطان .
ثانياً : التفرد بالعلم بأن معروفاً قد ترك ، أو منكراً قد ارتكب .
قال النووي : ” إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية ، ثم إنه قد يتعين إذا كان في موضع لا يعلم به إلا هــو “ .
ثالثاً : انحصار القدرة في أشخاص محددين .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ” ويصير فرض عين على القادر الذي لم يقم به غيره “ .
2- وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فضائل وثمرات كثيرة ، منها :
أولاً : مهمة الرسل .
قال تعالى  ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت  .
ثانياً : من صفات المؤمنين .
قال تعالى  والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله ..  .
ثالثاً : أن خيرية الأمة مناطة بهذه الشعيرة .
قال تعالى  كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله  .
رابعاً : من أوصاف سيد المرسلين .
قال تعالى  الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث  .
خامساً : من خصال الصالحين .
قال تعالى  ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون . يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين  .
سادساً : من أسباب النصر .
قال تعالى  ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز . الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور  .
سابعاً : من أسباب النجاة .
قال تعالى  أنجينا الذين ينهـــون عن السوء  .
3- خطر ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
أولاً : أن ذلك من صفات المنافقين .
قال تعالى  المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهــم  .
ثانياً : نزول البلاء والعذاب .
قال  ( إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه ) رواه أبو داود .
ثالثاً : عدم استجابة الدعاء .
قال  ( لتأمرن بالمعروف ولتنهـون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم عقاباً منه فتدعونه فلا يستجيب لكم ) رواه الترمذي .
رابعاً : اللعن والإبعاد من رحمة الله .
قال تعالى  لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون . كانوا لا يتناهــون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون  .
من أقــــــوال السلف :
قال الثوري : ” إذا أمرت بالمعروف شددت ظهر المؤمن ، وإذا نهيت عن المنكر أرغمت أنف المنافقين “ .
وقال علي : ” أول ما تغلبون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم ، ثم الجهاد بألسنتكم ، ثم الجهاد بقلوبكم ، فإذا لم يعرف القلب المعروف ولم ينكر المنكر نكِّس ، فجعل أعلاه أسفله “ .
وقال أبو الدرداء : ” لتأمرن بالمعروف ولتنهـن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم سلطاناً ظالماً لا يجل كبيركم ، ولا يرحم صغيركم “ .
وقال حذيفة عندما سئل عن ميت الأحياء : ” الذي لا ينكر المنكر بيده ولا بلسانه ولا بقلبـــه “ .
وقال سفيان : ” إني لأرى المنكر فلا أتكلم فأبول دماً “ .
وقال إسماعيل بن عمر : ” من ترك الأمر بالمعروف خوف المخلوقين ، نزعت منه الهيبــة ، فلو أمر ولده لا ستخــف به “ .
4- في هذا الحديث بيان كيفية تغيير المنكــر ودرجاته :
أولاً : التغيير باليد .
- ويشترط للتغيير باليد أن يكون مستطيعاً ، فإن لم يستطع كأن يخاف أن يترتب على ذلك منكراً أعظم أو مفسدة كبرى ، فإنه لا يغير بيده .
- بدأ بتغيير المنكر باليد ، لأنه أقوى درجات الإنكار ، لأنه إزالة للمنكر بالكلية وزجر عنه .
ثانياً : التغيير باللسان .
- كالتذكير والترغيب والترهيب والوعظ .
- إذا لم يستطع التغيير باللسان لوجود مانع ، فإنه لا يغير بلسانه .
ثالثاً : التغيير بالقلب .
- وهذه واجبة على الجميع .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” فأما القلب فيجب بكل حال ، إذ لا ضرر في فعله ، ومن لم يفعله فليس هو بمؤمن ، كما قال النبي  ( وذلك أدنى أو أضعف الإيمان ) ، وقال ( ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ) “ .
وقيل لا بن مسعود : ” من ميت الأحياء ؟ فقال : الذي لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً “ .
5- أن من شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الاستطاعة .
وهذا الشرط مأخوذ من قواعد الشريعــة العامة ، من عدم تكليف المسلم ما لا يطيق .
قال تعالى  لا يكلف الله نفساً إلا وسعها  .
قال ابن كثير : ” أي لا يكلف أحداً فوق طاقته وهذا من لطفه بخلقه ورأفتــه بهم وإحسانه إليهــــم “ .
وقال تعالى  فاتقـــوا الله ما استطعتــم  .
وفي حديث الباب ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع ... ) .
6- من شروط الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر :
أولاً : أن يكون بعلم .
فلا بد من العلم بالمنكر والمعروف ، ولا بد من العلم بحال المأمور وحال المنهي .
قال عمر بن عبد العزيز : ” من عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح “ .
ثانياً : أن يكون رفيقاً .
كما قال  ( ما كان الرفق في شيء إلا زانــه ) رواه مسلم .
ثالثاً : أن يكون حليماً صبوراً على الأذى ، فإنه لا بد أن يحصل له أذى .
كما قال لقمان لابنه  وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمـــــــــــــــور  .
وقال تعالى  واصبر على ما يقولون  .
وقال تعالى  فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرســل  .
وهل يشترط أن يكون عدلاً ؟ اختلف العلماء في ذلك على قولين :
القول الأول : يشترط ذلك .واستدلوا :
بقوله تعالى  أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب  .
وهذه الآية ذم لهم .
وبقوله تعالى  يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلــون  .
وبحديث أنس . قال : قال  ( رأيت ليلة أســري بي رجالاً تقرض شــفاههم بمقاريض من نار ، قال : فقلت من هؤلاء : قال : هؤلاء خطباء أمتك الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم ) رواه أحمد .
القول الثاني : لا يشترط ذلك . واستدلوا :
بقوله  ( إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ) متفق عليه .
وبعموم الآيات والأحاديث الواردة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
ولأن اشتراط العدالة سد لباب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
قال سعيد بن جبير : ” إن لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر إلا من لا يكون فيه شيء لم يأمر أحد بشيء “ .
وهذا القول هو الصحيح .
فائدة :
قال ابن القيم رحمه الله :
” إنكار المنكر له أربــع درجــات :
الأولى : أن يزول ويخلفــه ضده .
الثانية : أن يقل وإن لم يزل من جملته .
الثالثة : أن يخلفه ما هو مثله .
الرابعة : أن يخلفه ما هو شر منه .
فالدرجتان الأوليان مشروعتان ، والثالثــة موضع اجتهاد ، والرابعــة محرمــة “ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مازن السحيباني
عضونشيط
مازن السحيباني


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 33

شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الأربعين النوويه   شرح الأربعين النوويه - صفحة 2 Emptyالأحد يونيو 20, 2010 4:09 pm

الحديث الخامس والثلاثون
عن أبي هريرة رضي الله عنه . قال : قال رسول الله  ( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخواناً ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمــه ، ولا يخذله ، ولا يكذبه ، ولا يحقره ، التقوى ها هنا ، ويشير إلى صدره ثلاث مرات ، بحسْب امرىءٍ من الشــر أن يحقر أخاه المسـلم ، كل المسـلم على المسـلم حرام ، دمه ، وماله ، وعرضه ) رواه مسلم .
-----------------------------------------------------
معاني الكلمات :
لا تحاسدوا : الحسد تمني زوال النعمة عن الغير .
ولا تناجشوا : النجش هو أن يزيد في السلعة من لا يريد شراءها .
ولا تدابروا : التدابر هو التهاجر والتقاطع .
ولا يخذله : أي لا يترك نصره .
لا يكذبه : لا يخبره بالكذب .
ولا يحقره : أي لا يستصغره .
بحسب امرىء من الشر : يكفيه من الشر أن يحقر أخاه ، يعني يكفي فاعله عقوبة هذا الذنب .

الفوائد :
1- تحريم الحســد . والحسد فيه مباحث :
المبحث ألأول : هو حرام بالكتاب والسنة والإجماع .
قال تعالى  أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله  .
ومن السنة حديث الباب ( لا تحاسدوا ) .
وأجمع العلماء على تحريمه .
المبحث الثاني : تعريفه : هو تمني زوال النعمــة عن الغير .
المبحث الثالث : خطورة الحسد :
أولاً : من صفات اليهود .
قال تعالى  ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهـــم  .
ثانياً : فيه أذى للمسلمين .
قال تعالى  والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً  .
ثالثاً : أمر الله بالاستعاذة منه .
قال تعالى  من شر حاسد إذا حسد  .
رابعاً : أن فيه اعتراض على قدر الله وهذا سوء أدب .
قال الشاعر :
ألا قل لمن كان حاســـداً أتدري على من أسأت الأدبْ
أسأت على الله في فعله لأنك لم ترضَ لي ما وهبْ
المبحث الرابع : الحسد أضر شيء على الحاسد ، لأنه يصل إلى الحاسد خمس عقوبات قبل أن يصل إلى المحسود مكروه :
أولاً : غم لا ينقطعــه . ثانياً : مصيبة لا يؤجر عليها . ثالثاً : مذمة لا يحمد بها . رابعاً : يسخط عليه الرب . خامساً : تغلق عليه أبواب التوفيق .
المبحث الخامس : من أقوال السلف .
روي عن معاوية أنه قال لابنه : ” يا بني إياك والحسد ، فإنه يتبين فيك قبل أن يتبين في عدوك “ .
وعن سفيان بن دينار قال : ” قلت لأبي بشر : أخبرني عن أعمال من كان قبلنا ؟ قال : كانوا يعملون يسيراً ويؤجرون كثيراً ، قلت : ولم ذاك ؟ قال : لسلامة صدورهم “ .
وشتم رجل ابن عباس ، فقال له : ” إنك لتشتمني وفيّ ثلاث خصال : إني لآتي على الآية في كتاب الله فلوددت أن جميع الناس يعلمون منها ما أعلم ، وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل في حكمه فأفرح به ، ولعلي لا أقاضي إليه أبداً ، وإني لأسمع أن الغيث قد أصاب بلداً من بلدان المسلمين فأفرح به ، وما لي به من سائمة “ .
وقال علي : ” لا راحة لحسود ، ولا إخاء لملول ، ولا محبَّ لسيء الخلق “ .
وقال معاوية : ” كل الناس أقدر على رضاه إلا حاسد نعمة ، فإنه لا يرضيه إلا زوالها “ .
وقال بعض الحكماء : ” ما رأيت ظالماً أشبه بالمظلوم من الحاسد “ .
وقال بعضهم : ” إن المؤمن يغبط ولا يحسد ، والمنافق يحسد ولا يغبط “ .
المبحث السادس : الحسد سبب لكثير من البلايا .
- فهو سبب امتناع إبليس من السجود لآدم .
- وهو من أسباب امتناع القرشيين من الإيمان بالرسول  .
- وسبب لامتناع اليهود من الإيمان بمحمد  .
- وإخوة يوسف لما حسدوه باعـــوه .
2- تحريم النجش ، وهو أن يزيد في السلعــة وهو لا يريد شراءها .
وغالباً من يفعل ذلك :
إما للإضرار بالمشتري ، أو لنفع البائع ، أو للأمرين .
والناجش آثم ، وإذا وقع البيع فهو صحيح عند الجمهـــور .
3- تحريم التباغض بين المسلمين ، لقوله ( ولا تباغـضوا ) .
ويمكن أن يجتنب التباغض بين المسلمين بأمرين :
الأمر الأول : التباعد عن كل أمر يؤدي إلى التباغض .
- فقد حرم الله الخمر لأنه يوقع بين المسلمين العداوة والبغضاء ، قال تعالى  إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهـــون  .
- وحرم المشي بالنميمة لما فيها من إيقاع العداوة والبغضاء .
- وحرم بيع المسلم على بيع أخيه لنفس العلة .
الأمر الثاني : القيام بالأسباب التي تؤدي إلى التحاب بين المسلمين .
ومنها : معرفة أن التحاب من علامة الإيمان .
قال  ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، ..) رواه مسلم .
ومنها : الهدية .
قال  ( تهــادوا تحــابــــوا ) رواه الحاكم .
ومنها : إفشاء السلام .
كما في الحديث السابق ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، .........أفشوا السلام بينكم ) .
ومنها : أن الله امتن على عباده بالتأليف بين قلوبهم .
كما قال تعالى  واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتـــم بنعمتـــــه إخـــواناً  .
4- أن البغض في الله من أوثق عرى الإيمان .
5- تحريم التدابــر ، وهو الهجران والتقاطع .
ويمكن للمسلم أن يتجنب الهجران بمعرفة خطورتــه :
أولاً : أنه حرام .
لحديث الباب ( ولا تدابروا ) .
وللحديث السابق ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) .
ثانياً : خطر من هجر أخاه سنة .
قال  ( من هجر أخاه سنــة فهو كسفك دمه ) رواه أبو داود .
ثالثاً : أن التهاجر والتقاطع يفرح الشيطان .
قال  ( إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه ، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة ، يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا ، فيقول : ما صنعت شيئاً ، ثم يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته ، قال : فيدنيه منه ويقول : نعم أنت ) .
وقال  ( إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهـــم ) رواه مسلم .
رابعاً : لا ترفع أعمال المتهاجرين .
قال  ( تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس ، فيغفر الله لكل امرىء لا يشرك بالله شيئاً ، إلا امرءاً كانت بينه وبين أخيه شحناء ، فيقول : أنظروا هذين حتى يصطلحا ) رواه مسلم .
خامساً : معرفة فضل من بدأ منهما بالسلام .
قال  ( وخيرهمــا الذي يبدأ بالســـلام ) .
فائدة :
والهجر لا يجوز مطلقاً في الأمور الدنيوية ، أما لأجل الدين فيجوز إذا كان لمصلحــة وفيه منفعـــة ، وقد هجر النبي  الثلاثة الذين خلفوا ، وأمر بهجرهــم .
6- تحريم بيع المسلم على بيع أخيـــه .
أولاً : تحريم أن يبيع الإنسان على بيع إنسان آخر .
لقوله  : ( ولا يبع بعضكم على بيع بعض ).
مثال ذلك : أن يشتري شخص من إنسان سلعة بعشرة ، فيأتيه آخر ويقول : أعطيك مثلها بتسعة ، أو يقول : أعطيك أحسن منها بعشرة .
فهذا حرام ولا يجوز .
ثانياً : ومثله الشراء على شراء أخيه .
مثال ذلك : علمتُ أن زيــداً باع على عمر بيته بـ 100 ، فذهبت إلى زيد وقلت له : يا فلان ، أنت بعت بيتك على عمر بـ 100 ، أنا سأعطيك 120 .
ثالثاً : هل يجوز البيع على بيع الكافر ؟ اختلف العلماء على قولين :
القول الأول : يجوز .
لقوله  : ( ولا يبع الرجل على بيع أخيه ) والكافر ليس أخاً .
القول الثاني : لا يجوز .
وهذا مذهب جماهير العلماء .
قالوا : وأما قوله : ( لا يبع الرجل على بيع أخيه ) فهذا قيد أغلبي لا مفهوم له .
رابعاً : الحكمة من النهي :
قطع العدوان على الغير ، واجتناب ما يؤدي إلى العداوة والبغضاء .
خامساً : ما حكم هذا البيع ؟ اختلف العلماء :
القول الأول : أنه صحيح مع الإثم .
وهذا مذهب الجمهور كما ذكر ذلك الشوكاني .
القول الثاني : أنه باطل .
وهذا مذهب المالكية والحنابلة ورجحه ابن حزم .
7- وجوب أن نكون إخواناً في الله ، لقوله  وكونوا عباد الله إخوانا  .
قال ابن رجب رحمه الله : ” هذا ذكره النبي  كالتعليل لما تقدم ، وفيه إشارة إلى أنهم إذا تركـــــوا التحاسد والتناجش والتباغض والتدابر وبيع بعضهم على بعض كانوا إخواناً “ .
س- وكيف نحقق الإخوة ؟
أن نفعل كل ما يقوي الإخوة كالسلام ، وتشيت العاطس ، وعيادة المريض ، وتشييع الجنازة ، وإجابة الدعوة ، والنصح بالغيب .
ونبتعد عن كل ما يضعف الإخوة أو يزيلها كالتباغض ، والحسد ، والغش .
وقد جاءت نصوص تدل على أن المؤمنين إخوة :
قال تعالى  إنما المؤمنون إخوة  .
وقال  ( المسلم أخو المسلم ) .
8- من مقتضيات الإخوة : عدم الظلم ، وعدم الخذلان ، وعدم الكذب ، وعدم الاحتقار .
عدم الظلم : سبق في حديث ( فلا تظالموا ) .
عدم الخذلان : لقوله  ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ، قالوا يا رسول الله : أنصره مظلوماً ، فكيف أنصره ظالماً ؟ قال : تمنعــه من الظلم فذلك نصرك إياه ) متفق عليه .
عدم الكذب : فلا يجوز أن يكذب على أخيه المسلم ، بل لا يحدثه إلا صدقاً .
والكذب محرم وهو من قبائح الذنوب .
قال تعالى  ولا تقف ما ليس لك به علم  .
وقال تعالى  ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد  .
وقال  ( إن الكذب يهدي إلى الفجــور ، وإن الفجــور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ) متفق عليه .
وقال  ( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، .. ) متفق عليه .
وقال  ( ويل للذي يحدث فيكذب ، ليضحك القوم ، ويل له ويل له ) رواه أبو داود .
عدم الاحتقار : فلا يجوز للمسلم أن يحتقر وأن يستصغر أخاه المسلم .
وهو ناشىء عن الكبر ، كما قال النبي  ( الكبر بطر الحق وغمط الناس ) رواه مسلم .
وغمط الناس : الطعن عليهم وازرداؤهم .
وقال تعالى  يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهــن  .
وقال  كما في هذا الحديث ( بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) يعني يكفيه من الشر احتقاره أخاه المسلم ، فإنه إنما يحقر أخاه المسلم لتكبره عليه ، والكبر من أعظم خصال الشر .
9- أن المسلم على المسلم حرام : دمه ، وماله ، وعرضه .
دمه : سبقت الأدلة على تحريم قتل المسلم بغير حق .
ماله : لا يجوز أخذ مال المسلم بغير حق .
قال تعالى  ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل  .
وقال  ( لا يحل مال امرىء مسلم إلا بطيب نفس منه ) رواه البخاري .
عرضه : فلا يجوز أن يغتابه .
والغيبة حرام بالكتاب والسنة والإجماع .
قال تعالى  ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه  .
وقال  ( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ) متفق عليه .
وعن أنس . قال : قال رسول الله  ( لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم ) رواه أبو داود .
وعن عائشة قالت : ( قلت للنبي  : حسبك من صفية كذا وكذا [ قال بعض الرواة : تعني قصيرة ] فقال : لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجتــه ) رواه أبو داود .
قال النووي : ” هذا الحديث من أبلغ الزواجـــر عن الغيبــة “ .
من أقوال السلف :
قال البخاري : ” ما اغتبت أحداً منذ علمت أن الغيبة حرام “ .
قال يحيي بن معاذ : ” ليكن حظ المؤمن منك ثلاثاً : إن لم تنفعه فلا تضره ، وإن لم تفرحــه فلا تغمـــه ، وإن لم تمدحــه فلا تذمــه “ .
واغتاب رجل عند معروف الكرخي فقال له : ” اذكر القطــن إذا وضع على عينيك “ .
وقيل للربيع بن خثيم : ” ما نراك تعيب أحداً ؟ فقال : لست عن نفسي راضياً فأتفرغ لذم الناس “ .
وقال ابن المبارك : ” لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت والديّ لأنهما أحق بحسناتي “ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شرح الأربعين النوويه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدرسة سعد بن معاذ الابتدائية بالخرج :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى: